إليه ابن عباس ابرز إلىّ فأبى أن يفعل، و
قاتل ابن عباس ذلك اليوم قتالا شديدا ثمّ انصرفوا و كلّ غير غالب و خرج ذلك اليوم
سمرة بن أبرهة بن الصباح الحميرى فلحق بعليّ 7 في ناس من قراء أهل
الشام ففتّ[1] ذلك في عضد معاوية و عمرو بن
العاص و قال عمرو: يا معاوية إنك تريد أن تقاتل بأهل الشام رجلاله من محمد 6 قرابة قريبة و رحم ماسة و قدم في الاسلام ليس لأحد مثله و قد سار
إليك بأصحاب محمّد المعد و دين و فرسانهم و قرائهم و أشرافهم و قدمائهم في
الاسلام، و لهم في النفوس مهابة و مهما نسيت فلا تنس فانك على الباطل و إنّ عليا
على الحقّ فبادر الأمر قبل اضطرا به عليك، فقام معاوية في أهل الشام خطيبا و حثهم
على القتال فخطب عليّ 7 أصحابه.
قال نصر: قال
أبو (ابن خ) سنان الأسلمي كأني أنظر إليه متكئا على قوسه و قد جمع أصحاب رسول
اللّه 6 و هم يلونه كانه أحبّ أن يعلم الناس أنّ الصحابة
متوافرون معه فقال بعد حمد اللّه و الثناء عليه أما بعد:
فانّ الخيلاء
من التجبّر و إنّ النخوة من التكبر و إنّ الشيطان عدوّ حاضر يعدكم الباطل، الا إنّ
المسلم أخ المسلم فلا تنابذوا و لا تجادلوا ألا إنّ شرايع الدين واحدة و سبله
قاصدة، من أخذ بها لحق و من فارقها محق و من تركها مرق، ليس المسلم بالخائن إذا او
من، و لا بالمخلف إذا وعد، و لا الكاذب إذا نطق، نحن أهل بيت الرّحمة، و قولنا
الصدق، و فعلنا القصد، و منا خاتم النبيين، و فينا قادة الاسلام، و فينا حملة
الكتاب، أدعوكم إلى اللّه و إلى رسوله و إلى جهاد عدوّه و الشدّة في أمره و ابتغاء
مرضاته و إقام الصلاة، و ايتاء الزّكاة، و حجّ البيت و صيام شهر رمضان، و توفير
الفيء على أهله