(و قنصت بأحبلها)
كالقناص الذي يقنص الصيد و يصيده بشركه و حبائله و هو كناية عن تمكن العلايق
الدّنيويّة و حبائل محبتها و الهيآت الرّديّة المكتسبة عنها في عنقة بحيث لا
يتمكّن من الامتناع و التجنّب عنها كالصّيد الواقع في الشّرك (و أقصدت بأسهمها) كالرّامي الذي يرمي بسهامه
فيصيب الغرض و لا يخطئه و أسهمها كناية عن الأمراض و أسباب الموت.
(و أعلقت
المرء أوهاق المنيّة) أى أعلقته حبالها يعنى ما تجذب بها إلى الموت من ساير
أسبابه أيضا (قائدة) بتلك الحبال (له إلى ضنك المضجع) و ضيق القبر (و وحشة
المرجع) و هو إشارة إلى ما يجده أهل الدّنيا من الوحشة عند مفارقة الأموال و
الأولاد و الأحبّة (و معاينة المحلّ) أى مشاهدة الموضع الذي يحلّ به بعد الموت و
هو دار الآخرة (و ثواب العمل) أى جزائه من خير أو شرّ لا الجزاء بالمعنى
الأخصّ الذي هو عوض الطاعة.
(و كذلك
الخلف بعقب السلف) أى هكذا حال الخلف بعد السّلف يفعل الدّنيا بهم مثل ما فعلت
بأسلافهم، و كذلك هم في الدّنيا يعملون مثل ما عمله آبائهم (فلا نقلع المنية) منهم (اختراما
و لا يرعوي الباقون اجتراما) يعنى لا يكفّ المنيّة عن إهلاكهم و استيصال
نفوسهم و لا يرتدع الباقون منهم عن جرمهم و جرائرهم بل (يحتذون مثالا) و يقتدون
بأمثالهم الماضين في الأعمال و الأفعال (و يمضون) على ذلك (أرسالا) و متتابعا (إلى غاية
الانتهاء و صيور الفناء) أى الى منتهى ما يسيرون إليه بمطايا الأبدان و عاقبة ما
يكون أمرهم عليه من الفناء و العرض على الملك الدّيان أقول: و نرجو من اللّه
سبحانه عند ذلك الرّحمة و الغفران بالكرم و الامتنان.
الترجمة
وصيت ميكنم
شما را أي بندگان خدا بتقوى و پرهيزكاري خدا چنان خدائي كه بيان فرمود از براى شما
مثلها، و معين كرد از براى شما أجلها و بپوشانيد شما را لباسهاى فاخر و وسعت
داد بشما با طعامهاى طيّب و طاهر، و احاطه كرد بشما احاطه كردنى و مهيا نمود از
براي شما جزاي عملهاى شما را و برگزيد