و ايقاظهم من نوم الغفلة و الجهالة و
حثّهم و ترغيبهم على ملازمة المعرفة و التقوى و الطاعة.
و لذلك قال
7 اوصيكم بتقوى اللّه الذى ضرب لكم الأمثال، فانّ في التّعبير بهذه
اللفظة إشارة إلى أنّ ضربها للتّقوى مما يجرى أن يتّقيه الخلق، و كذلك المقصود
بالأوصاف التي يذكرها بعد ذلك هو الجذب إليه[1]
و الحثّ عليه أعنى قوله (و وقّت لكم الآجال) أى عيّنها لكم و
كتبها بقلم القضاء في أمّ الكتاب كما قال تعالى:
وَ لِكُلِّ
أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ.
فمن علم أنّ
له أجلا إذا جاء لا يؤخّر و أنّ له إيابا إلى ربّه الذي يؤاخذ بما قدّم و أخّر
فأجدر أن يخاف منه و يحذر (و ألبسكم الرّياش و أرفغ لكم المعاش) أى أنزل
عليكم لباسا يوارى سوآتكم و ريشا و لباس التقوى[2]
و أوسع عيشكم و رزقكم من الطيبات لتطيعوه في السر و الاعلان و لا تجاهروه بالكفر و
العدوان كمال قال:
[2] اقتباس من الآية فى سورة الأعراف و هو قوله تعالى يا بنى آدم
قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم و ريشا و لباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات
اللّه لعلّهم يذّكّرون منه.