لكم الآجال، و ألبسكم الرّياش، و أرفغ
لكم المعاش، و أحاط بكم الإحصاء، و أرصد لكم الجزاء، و آثركم بالنّعم السّوابغ، و
الرّفد الرّوافع، و أنذركم بالحجج البوالغ، فأحصاكم عددا، و وظّف لكم مددا، في
قرار خبرة، و دار عبرة، أنتم مختبرون فيها، و محاسبون عليها، فإنّ الدّنيا رنق
مشربها، ردغ مشرعها، يونق منظرها، و يوبق مخبرها، غرور حائل، وضوء آفل، و ظلّ
زائل، و سناد مائل، حتّى إذا أنس نافرها، و اطمئنّ ناكرها، قمصت بأرجلها، و قنصت
بأحبلها، و أقصدت بأسهمها، و أعلقت المرء أوهاق المنيّة، قائدة له إلى ضنك المضجع،
و وحشة المرجع، و معاينة المحلّ، و ثواب العمل، و كذلك الخلف بعقب السّلف، لا تقلع
المنيّة اختراما، و لا يرعوي الباقون اجتراما، يحتذون مثالا، و يمضون أرسالا، إلى
غاية الانتهاء، و صيّور الفناء.
اللغة
(الرّياش) و
الريش واحد قال تعالى: و ريشا و لباس التقوى، و هو ما ظهر من اللّباس الفاخر، و في
المصباح الرّيش الخير و الرّياش بالكسر المال و الحالة الجميلة.
أقول: و منه
قولهم ارتاش فلان أى حسنت حاله و (ارفغ) بالغين المعجمة من الرّفغ و هو السّعة و
الخصب يقال رفغ عيشه بالضمّ رفاغة اتّسع و (الرّفد) جمع