responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 327

و لما كان ملازمة هذه الامور الثلاثة بأجمعها شاقّة صعبة في حقّ الأغلب من النّاس لا جرم رخّص لهم في طول الأمل بقوله‌ (فان عزب) و بعد (ذلك عنكم فلا يغلب الحرام صبركم و لا تنسوا عند النّعم شكركم) يعنى أنّكم إن لم تتمكّنوا من الاتيان بالامور الثلاثة فلا محالة لا تتركوا الاثنين إذ ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه، و إنما رخّص في ترك طول الأمل و لم يرخّص في ترك الشّكر أو الورع لأنّ طول الأمل ليس محرما بالذّات و إن كان ينجرّ إلى المحرم احيانا بخلاف الكفران و التّقحم في المحارم، فانّهما محرّمان بالذّات و التّرخيص فيهما موجب للاغراء بالقبيح.

ثمّ اكد ملازمة الزّهادة و علل لزومها بقوله‌ (فقد أعذر اللّه اليكم بحجج مسفرة و كتب بارزة العذر واضحة) يعنى أظهر عذره إليكم في تعذيبكم لو خالفتم تكاليفه باقامة الحجج الظاهرة المضيئة و إنزال الكتب الواضحة التي أبرز فيها عذره، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى‌ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، و لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ‌.

أو أنّه سبحانه أزال عذره باقامة البراهين العقليّة و النقلية و الحجج الباطنيّة و الظاهرية فلم يبق لكم مقام للاعتذار و أن تقولوا يوم القيامة رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى‌.

تبصرة

ينبغي أن نشير الى بعض ما ورد في فضيلة صفة الزهادة و ذمّ نقيضها أعنى الرغبة من الآيات و الأخبار و نردف ذلك بذكر اقسام الزّهد.

فأقول قال سبحانه:

فَخَرَجَ عَلى‌ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ لا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ‌.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست