التّمكّن من حربه، و أيضا لا يؤثّر
الضّرب مع القرب المفرط كما ينبغي (و صلوا السّيوف بالخطا) يعنى إذا قصرت السّيوف عن الضّريبة فتقدّموا تلحقوا و لا تصبروا
حتّى يلحقكم العدوّ، و هذا التّقدم يورث الرّعب في قلب العدوّ، و إلى ذلك ينظر قول
حميد بن ثور الهلالى:
و وصل الخطا بالسّيف و السّيف بالخطا
إذا ظنّ أنّ المرء ذا السيف قاصر
و قال آخر:
نصل السّيوف إذا قصرن بخطونا
يوما و نلحقها إذا لم تلحق
و قال آخر:
و إذا السّيوف قصرن طوّلها لنا
حتّى تناول ما نريد خطانا
و قال رابع:
إذا قصرت أسيافنا كان وصلها
خطانا إلى أعدائنا فتضارب
و روى عنه
7 أنّه قيل له في بعض الغزوات: ما أقصر سيفك؟ قال 7:
اطوله بخطوة (و اعلموا
أنّكم بعين اللّه) يراكم و يسمع كلامكم و يعلم أعمالكم و يشهد أفعالكم، و هذا تمهيد
للنّهى عن الفرار و تنبيه على أنّ اللّه سبحانه ينصرهم و يحفظهم (و) أنّه يجب
عليهم التّثبت و الثّبات (مع ابن عمّ رسول اللّه 6) الذي طاعته كطاعته و حربه كحربه (فعاودوا الكرّ) أى الحملة و
الرّجوع عند التّحرف للقتال أو التّحيز إلى فئة أو عند الفرار جبنا لو اتّفق و
المراد لا تقصروا على حملة واحدة لليأس عن حصول الغرض بل عاودوا و احملوا كرّة بعد
اخرى (و استحيوا من الفرّ فانّه) أى الفرار قبيح من
جهتين:
إحداهما
أنّه (عارفي الأعقاب) يعنى أنّه عار في عاقبة الأمر و يتحدّث
النّاس به في مستقبل الزّمان، هذا على كون الاعقاب جمع عقب بالضّم، و أمّا على
كونها جمع عقب بفتح العين فالمعنى أنّه عار في أولادكم يعيرون به بعدكم و من هنا
روي أنّ أعرابيّا رأى رجلا من أولاد أبي موسى الأشعرى يمشي و يتبختر في مشيه، قال: