responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 234

للتّلفت، إلى الأقوال و الأعمال إلّا أنّها مع مدارستها للعمل لا تخلو عن المراقبة فقد غلب الحياء من اللّه على قلوبهم فلا يقدمون و لا يجحمون «يحجمون» إلّا عن تثبّت فيمتنعون عن كلّ أمر فاضح يوم القيامة إذ يرون اللّه مشاهدا لأعمالهم في الدّنيا كما يرونه مشاهدا في القيامة.

و لا بدّ لأهل هذه الدّرجة من المراقبة في جميع حركاته و سكناته و يلزم عليه أن يرصد كلّ خاطر يسنح له، فان كان إلهيّا يعجل مقتضاه، و إن كان شيطانيّا يبادر إلى قمعه، و إن شكّ فيه توقف إلى أن يظهر له بنور الحقّ من أىّ جانب هو روى في الوسائل عن محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم مسندا عن داود الرّقي عن أبي عبد اللّه 7 في قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ‌.

قال: من علم أنّ اللّه يراه أو يسمع ما يقول و يعلم ما يفعله من خير أو شرّ فيحجزه ذلك عن القبح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربّه و نهى النّفس عن الهوى.

الخامس قوله‌ (و خاف ذنبه) و الخوف توقّع حلول مكروه أو فوات محبوب و إذا علق بالذّوات كما تقول خفت اللّه و خفت زيدا فمعناه توقّع مكروه أو حرمان يقع من جهته و إلّا فالذّوات لا يتعلّق بها خوف فمعنى الخوف من الذّنب الخوف ممّا يكون الذّنب سببا له من العقوبة الدّنيويّة أو الاخروية أو نقصان الدّرجة و انحطاط الرّتبة و حرمان الجنّة.

قال بعض العلماء: خوف الخائفين من اللّه قد يكون لامور مكروهة لذاتها و قد يكون لامور مكروهة لادائها إلى ما هو مكروه لذاته.

أمّا القسم الأوّل فمثل أن يتمثّل في نفوسهم ما هو المكروه لذاته كسكرات الموت و شدّته أو سؤال القبر أو عذابه أو هول الموقف بين يدي اللّه تعالى و الحياء من كشف السّر و السؤال عن كلّ صغيرة و كبيرة، أو الخوف عن المرور على الصّراط مع حدّته أو من النّار و أهوالها و أغلالها أو من حرمان الجنّة أو من نقصان الدّرجات فيها أو خوف الحجاب من اللّه، و كلّ هذه الأسباب مكروهة في أنفسها و يختلف أحوال‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست