أنّه سيمحق أجله و لا ينقص رزقك، قال
داود: و كان لي ابن عمّ ناصب كثير العيال محتاج، فلما خرجت إلى مكّة أمرت له بصلة،
فلما دخلت على أبي عبد اللّه 7 أخبرني بهذا هذا.
و قد تحصّل
ممّا ذكرنا كلّه اطلاع النبيّ و اطلاع الأئمة على جميع أفعال النّاس و أعمالهم من
خير أو شرّ و أنّه لا تفاوت في ذلك بين حالتي الموت و الحياة فان قلت: ما فايدة
تلك الشّهادة و ما ثمرة عرض الأعمال عليهم و اطلاعهم بذلك و النّاس كلّهم يردّون
إلى عالم الغيب و الشّهادة و ينبّئهم بما كانوا يعملون.
قلت: ثمرة
ذلك أنّ النّاس إذا علموا أنّ لهم شهداء و رقباء و كتّابا يكتبون ما يفعلون لا
يغادرون صغيرة و لا كبيرة و أنّ النبيّ و الأئمة يعرض عليهم الأعمال و يطلعون بما
يعملون كان ذلك رادعا للنّفس الامارة عن الانهماك في الشّهوات و مانعا لها عن
متابعة الأهواء و اللذات، فلا بدّ للعاقل البصير أن ينظر إلى عمله و يحذر من عرض
عمله القبيح على نبيّه و أئمته و يستحى من ذلك و لا يفعل ما يوجب مسائة حالهم و
استحيائهم من اللّه سبحانه من قبايح أعمال شيعتهم و اللّه وليّ التوفيق.
(و بعيثك
بالحقّ و رسولك إلى الخلق) أراد كونه مبعوثا بالدّين الثابت الباقي نفعه
إلى الخلق و رسولا إليهم، و هذان الوصفان كساير الأوصاف المذكورة في هذا الفصل
إشارة إلى جهات استحقاق الصّلاة و الرّحمة.
الفصل
الثالث في أنواع المدعوّ به
، و إليها
الاشارة بقوله استعاره- حقيقت (اللهمّ افسح له مفسحا في ظلّك) أى مكانا
متّسعا في حظيرة قدسك، و الظلّ إمّا استعارة للجود و الافضال و وجه الشّبه استراحة
المستظلّ بالظلّ من حرارة الشّمس و كذلك الملتجى إلى جود اللّه سبحانه و افضاله
يستريح بجوده تعالى من شديد العذاب الاليم و حرّ نار الجحيم، و يحتمل أن يكون
المراد معناه الحقيقي كما في قوله تعالى: