نزلت في أمّة
محمّد خاصة في كلّ قرن منهم إمام منا شاهد عليهم و محمّد شاهد علينا قال المجلسيّ
يمكن أن يكون المراد تخصيص الشّاهد و المشهود عليهم جميعا بهذه الامة فيكون المراد
بكل امّة في الآية كلّ قرن من تلك الامة واحد من الأئمة : شاهدا على
من في عصرهم من هذه الامة و على جميع من مضى من الامم، و الأوّل أظهر لفظا و
الثاني معنا و إن كان بحسب اللفظ يحتاج إلى تكلّفات أقول: و يدلّ على الوجه الأوّل
ما عن تفسير فرات بن إبراهيم عن أبي جعفر 7 في تفسير الآية الثانية
قال: منا شهيد على كلّ زمان عليّ بن أبي طالب في زمانه و الحسن في زمانه و الحسين
في زمانه و كلّ من يدعو منّا إلى أمر اللّه.
و على الثاني
ما عن تفسير عليّ بن إبراهيم في تفسير الآية الثانية أيضا باسناده عن بريد العجلي
قال: سألت أبا جعفر 7 عن تفسير هذه الآية قال نحن الامّة الوسط و نحن
شهداء اللّه على خلقه و حجّته في أرضه.
و ما عن
بصائر الدّرجات باسناده عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين 7 قال: إنّ
اللّه طهّرنا و عصمنا و جعلنا شهداء على خلقه و حجته في أرضه و جعلنا مع القرآن و
جعل القرآن معنا لا نفارقه و لا يفارقنا.
و على هذا
فمعنى كونهم شهيدا أنّهم : يشهدون على الأنبياء أنّ اللّه أرسلهم و
يشهدون للأنبياء أنّهم بلغوا رسالات ربّهم و يشهدون لمن أجابهم و أطاعهم باجابته و
اطاعته و على من خالفهم و عصاهم بمخالفته و عصيانه و يشهدون على محمّد أنّ اللّه
أرسله و يشهدون له انّه بلغ ما امر بتبليغه و على امته و لهم كذلك و يشهد رسول
اللّه عليهم بما حملهم من أمر الخلافة و لهم بما أدّوا ما حملوا و لمن أجاب بما
أجاب و لمن عصى بالعصيان هذا.