و (الجدود) بالضّم جمع الجدّ بالفتح
كالجدودة و الاجداد و هو البخت و الحظّ و في الكتاب الكريم:
أَنَّهُ
تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً.
الاعراب
جملة كلما
حيصت في محلّ الرّفع صفة للثياب، و جملة كلّما اطل استينافية و تحتمل الاستيناف
البياني فكانه سئل عن سبب المداراة فأشار إلى الجواب بها، و تقديم و تأخير قوله
الذّليل و اللّه من اه، جملة القسم معترضة بين الخبر و المبتدأ و تقديم الخبر لقصد
الحصر، و جملة اضرع اللّه خدودكم، و أنعس جدودكم دعائيّتان لا محلّ لهما من
الاعراب.
المعنى
اعلم أنّ
المقصود بهذا الكلام توبيخ أصحابه، و ذمّهم بتثاقلهم عن الجهاد، و
تقاعدهم عن النّهوض إلى حرب أهل الشّام، فأشار اوّلا إلى كونهم محتاجين إلى
المداراة الكثيرة البعيدة عن شيمة أهل النّجدة و الشّجاعة و ذوي الفتوّة و الكياسة
و نبّه على ذلك بقوله:
تشبيه (كم
اداريكم كما تدارى البكار العمدة و الثياب المتداعية) اى كما يدارى صاحب
البعير بعيره المنشدخ السّنام و لا بس الأثواب ثيابه الخلقة المنخرقة، و وجه
تشبيههم بالبكار العمدة هو قلة صبرهم و شدّة اشفاقهم و عدم تحملهم لمشاق الجهاد و
القتال كما يشتدّ جرجرة البكر العمد و يقل صبره و لا يتحمل ثقال الأحمال.
و وجه التّشبيه
بالثياب المتداعية أنّ الثياب الموصوفة كما انّها (كلما حيصت من
جانب تهتك من جانب آخر) فكذلك أصحابه كلّما أصلح حال بعضهم و انتظم أمرهم للحرب
فسد عليه البعض الآخر (كلما اطل عليكم) و اشرف (منسر من
مناسر اهل الشّام اغلق كلّ رجل منكم بابه) و لزم بيته من شدّة الجبن و الخوف و (انحجر
انحجار الضّبة في حجرها و الضّبع في و جارها).
تخصيصهما من
بين ساير الحيوانات بالذّكر لاتّصاف الاولى بالجهل و العقوق