responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 123

حتّى صار يضرب بها المثل فى الجهل، و لذلك لا تحفر جحرها إلّا عند صخرة لئلا تضلّ عنه إذا خرجت لطلب الطعام و من عقوقها أنّها تأكل حسولها[1] و اتصاف الثانية بالحمق كما عرفت ذلك في شرح سادس المختار فى باب الخطب، و خصّ الاناث منهما أيضا لأنهما أولى بالمخافة من الذّكر.

انّ‌ (الذّليل و اللّه من نصرتموه) لاتّصاف المخاطبين في أنفسهم بالذلة فيلزم اتّصاف المنتصرين بهم بها أيضا تشبيه‌ (و من رمى بكم فقد رمى بافوق ناصل) شبّههم بالسّهم المكسور الفوق المنزوع النّصل لعدم الانتفاع بهم في الحرب كما لا ينتفع بالسّهم الموصوف و قد مضى مثل هذه العبارة في الخطبة التّاسعة و العشرين، و ذكرنا هنالك ما يوجب زيادة توضيحها.

(و و اللّه انّكم لكثير في المباحات قليل تحت الرايات) و صفهم بالكثرة في الاندية و القلّة تحت الألوية إشارة إلى جبنهم، فانّ هذين الوصفين من لوازم الجبن و الخوف كما أن مقابلهما من لوازم الفتوّة و الشجاعة و لذلك يهجو الشّعراء بالأوّل و يمدحون بالثاني قال الشّاعر:

أما انكم تحت الخوافق و القنا

لثكلاء لا زهراء من نسوة زهر

أ لستم أقلّ النّاس تحت لوائهم‌

و أكثرهم عند الذّبيحة و القدر

و قال آخر:

ثقال إذا لانوا خفاف إذا دعوا

قليل إذا عدوّا كثير إذا شدّوا

(و) اللّه‌ (انّى لعالم بما يصلحكم و يقيم اودكم) و هو اقامة مراسم السّياسة فيهم من القتل و التّعذيب و استعمال وجوه الحيل و التّدبير و المخالفة لأمر اللّه سبحانه، و لذلك استدرك بقوله‌ (و لكنّى لا أرى اصلاحكم بافساد نفسي) يعنى أنّ اصلاحكم بالقتل و السّياسة موجب لفساد نفسي و ديني و لا أرضى به كما يرتضيه ملوك الدّنيا و رؤسائها بلحاظ صلاح ملكهم و انتظام أمر مملكتهم لكون نظرهم مقصورا على زخارف الدّنيا و زهراتها العاجلة و غفلتهم بالكليّة عن الآخرة:

و أما هو 7 فراعى صلاح نفسه و قدّمه على اصلاح حال الغير لانحصار همّته‌


[1] حسول ولد الضبّ حين يخرج من بيضته و يكنى الضبّ ابو حسيل، ق.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 5  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست