اسم رجل يضرب به المثل لكلّ ناصح عصي
لقصّته التي يأتي إليه الاشارة، و تقدير الكلام لو كان يطاع لى أمر أى لو أطعتموني
لما اصابتكم حسرة و ندامة إلّا أنّكم أبيتم عليّ إباء المخالفين فحلّت بكم
النّدامة و صرت و إيّاكم كما قال اخو هوازن اه هذا.
و تقدير
الجواب بما ذكرناه أولى ممّا قدّره الشّارح البحراني حيث قال:
و التّقدير
إنّى أمرتكم أمرى في هذه الحكومة و نصحت لكم فلو أطعتموني لفعلتم ما أمرتكم به و
محضت لكم النّصيحة فيه فافهم جيّدا، و قوله: أخو هوازن الاضافة لأدنى المناسبة من
حيث انتساب الشّاعر إلى تلك القبيلة، و هذه الاضافة شايعة في كلام العرب قال
سبحانه:
وَ اذْكُرْ
أَخا عادٍ، و قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ إلى غير ذلك.
المعنى
اعلم أنّه قد
روى إنّ عمرو بن العاص و أبا موسى الأشعرى لما التقيا بدومة الجندل و قد حكما في
أمر النّاس كان أمير المؤمنين يومئذ قد دخل الكوفة ينتظر ما يحكمان به فلما تمّت
خدعة عمرو لأبي موسى و بلغه 7 ذلك اغتمّ له غمّا شديدا و وجم منه و قام
فخطب النّاس فقال:
(الحمد
للّه و إن أتى الدهر بالخطاب الفادح) الثّقيل (و الحدث) العظيم (الجليل) نسبة
الاتيان بالخطب و الحدث إلى الدّهر من قبيل نسبة الشّر إليه على ما تقدّم بيانه في
شرح الخطبة الحادية و الثلاثين، و في الاتيان بان الوصلية إشارة إلى أنّه سبحانه
لا يختص حمده بحال دون حال بل لا بدّ ان يحمده العبد على كلّ حال من النّعمة و
البلاء و الشدة و الرضاء و السّرآء و الضراء.
(و أشهد أن
لا إله إلّا اللّه ليس معه إله غيره) تأكيد لمعنى كلمة التّوحيد و تقرير لمقتضاها (و أنّ
محمّدا عبده و رسوله 6 أما بعد فانّ معصية النّاصح) الذي يصدّق
فكره و يمحض رأيه و (الشّفيق) الذي يبعثه شفقته على النّصح و على