responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 57

بينهم بالضّرورة و يرى أعمالهم و لا يؤثر نهيه فيهم فهو كالثّكلان الموجع‌ (قد أخملتهم التّقيه) من الظالمين‌ (و شملتهم الذّلة) بسبب التّقية منهم‌ (فهم في بحر اجاج).

يعنى أنّ حالهم في الدّنيا كحال العطشان في البحر الاجاج يريد عدم انتفاعهم بها و عدم استمتاعهم فيها كما لا يستغنى ذو العطاش بالماء المالح‌ (أفواههم ضامزة) اى ساكتة و ساكنة من الكلام‌ (و قلوبهم قرحة) من خشية الرّب تعالى أو لكثرة مشاهدة المنكرات مع عدم التمكن من دفعها و رفعها (قد وعظوا حتّى ملّوا) من الوعظ لعدم التفات الخلق اليهم و عدم تأثير موعظتهم فيهم.

(و قهروا حتّى ذلّوا) بين النّاس مجاز من باب اسناد حكم البعض إلى الكلّ‌ (و قتلوا حتّى قلّوا) نسبة القتل إلى الجميع مع بقاء البعض من باب اسناد حكم البعض إلى الكلّ، و هو شايع يقال: بنو فلان قتلوا فلانا، و إنّما قتله بعضهم و إذا كان حال كرام النّاس الزّاهدين في الدّنيا ذلك‌ (فلتكن) لكم بهم أسوة حسنة و لتكن‌ (الدّنيا) الدّنية (في أعينكم اصغر) و احقر (من حثالة القرظ و قراضة الجلم) و هو أمر للسّامعين باستصغار الدّنيا و استحقارها إلى حدّ لا يكون في نظرهم أحقر منها، و الغرض من ذلك تركهم لها و اعراضهم عنها.

قيل: أنّ النبيّ 6 مرّ على سخلة منبوذة على ظهر الطريق فقال 6 اترون هذه هينة على أهلها فو اللّه الدّنيا أهون على اللّه من هذه على أهلها، ثمّ قال:

الدّنيا دار من لا دار له، و مال من لا مال له، و لها يجمع من لا عقل له، و شهواتها يطلب من لا فهم له، و عليها يعادى من لا علم له، و عليها يحسد من لا فقه له، و لها يسعى من لا يقين له.

(و اتّعظوا بمن كان قبلكم قبل أن يتّعظ بكم من بعدكم) و هو أمر بالاتّعاظ بالامم السّالفة و تنبيه على أنّهم مفارقون للدّنيا لا محالة و كاينون عبرة لغيرهم، كما أنّ السّابقين عليهم صاروا عبرة لهم‌ (و ارفضوها ذميمة) أى فارقوا عنها و اتركوها حال كونها مذمومة عند العقلا و أولى البصيرة.

و ذلك لزوال نعيمها و فناء سرورها و نفاد صحبتها و انقطاع لذّتها (فانّها)

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 4  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست