و هى الثانية
و الثلاثون من المختار في باب الخطب و رواها المحدّث العلامة المجلسي (ره) في
البحار من كتاب مطالب السؤول لمحمد بن طلحة، قال قال 7 يوما في مسجد
الكوفة و عنده وجوه النّاس:
أيّها
النّاس إنّا قد أصبحنا في دهر عنود، و زمن شديد (كنود خ)، يعدّ فيه المحسن مسيئا،
و يزداد الظّالم فيه عتوّا، لا ننتفع بما علمنا، و لا نسئل عمّا جهلنا، و لا نتخوّف
قارعة حتّى تحلّ بنا، فالنّاس على أربعة أصناف:
منهم من لا
يمنعه الفساد في الأرض إلّا مهانة نفسه، و كلالة حدّه، و نضيض و فره. و منهم
المصلت بسيفه، و المعلن بشرّه، و المجلب بخيله و رجله، قد أشرط نفسه و أوبق دينه،
لحطام ينتهزه، أو مقنب يقوده، أو منبر يفرعه، و لبئس المتجر أن ترى الدّنيا لنفسك
ثمنا، و ممّا لك عند اللّه عوضا. و منهم من يطلب الدّنيا بعمل الآخرة و لا يطلب
الآخرة بعمل الدّنيا، قد طامن بشخصه، و قارب من خطوه، و شمّر من ثوبه، و زخرف من
نفسه للأمانة، و اتّخذ ستر اللّه ذريعة إلى المعصية.