و من عجايب ما روي عنه 7 ما
في البحار من كتاب الفضايل لشاذان بن جبرئيل القمّي عن الأحوص، عن أبيه، عن عمار
الساباطي قال: قدم أمير المؤمنين 7 المداين فنزل بايوان كسرى و كان معه
دلف بن بحير، فلمّا صلّى 7 قام و قال لدلف قم معي، و كان معه جماعة من
أهل ساباط، فما زال يطوف منازل كسرى و يقول لدلف: كان لكسرى في هذا المكان كذا و
كذا و يقول دلف: هو و اللّه كذلك فما زال كذلك حتّى طاف المواضع بجميع من كان عنده
و دلف يقول: يا سيّدي و مولاى كأنّك وضعت هذه الأشياء في هذه المساكن ثمّ نظر إلى
جمجمة نخرة فقال لبعض أصحابه: خذ هذه الجمجمة ثمّ جاء إلى الايوان و جلس فيه، و
دعا بطشت فيه ماء فقال للرّجل دع هذه الجمجمة في الطشت ثمّ قال: أقسمت عليك يا
جمجمة أخبرني من أنا و أنت، فقال الجمجمة بلسان فصيح:
أمّا أنت
فأمير المؤمنين و سيّد الوصيّين و إمام المتّقين، و أمّا أنا فعبد اللّه و ابن أمة
اللّه كسرى أنو شيروان.
فقال له أمير
المؤمنين: كيف حالك، فقال: يا أمير المؤمنين إنّي كنت ملكا عادلا شفيقا على
الرّعايا رحيما لا يرضى بظلم، و لكن كنت على دين المجوس، و قد ولد محمّد في زمان
ملكي فسقط من شرفات قصرى ثلاثة و عشرون ليلة ولد، فهممت أن امن به من كثرة ما سمعت
من الزّيادة من أنواع شرفه و فضله و مرتبته و عزّه في السّموات و الأرض و من شرف
أهل بيته، و لكني تغافلت عن ذلك و تشاغلت منه في الملك، فيا لها من نعمة و منزلة
ذهبت منّي حيث لم أومن به، فأنا محروم من الجنّة بعدم ايماني به و لكنّي مع هذا
الكفر خلّصني اللّه من عذاب النّار ببركة عدلي و انصافي بين الرّعيّة و أنا في
النّار، و النّار محرّمة علىّ فوا حسرتا لو آمنت لكنت معك يا سيّد أهل بيت محمّد و
يا أمير امّته قال: فبكى النّاس و انصرف القوم الذين كانوا من أهل ساباط إلى
أهليهم و أخبروهم بما كان و ما جرى، فاضطربوا و اختلفوا في معنى أمير المؤمنين،
فقال