رسول اللّه فأنا أوّل من آمن به و صدّقه
و نصره، كلّا و لكنّها لهجة[1] خدعة كنتم عنها أغنياء.
و الذى فلق
الحبّة و برء النّسمة لتعلمنّ نبأها بعد حين، و ذلك إذا صيّرها، اليكم جهلكم لا
ينفعكم عندها علمكم، فقبحا لكم يا أشباح الرّجال و لا رجال و حلوم الأطفال و عقول
ربّات الحجال، أما و اللّه أيّها الشّاهدة أبدانهم، الغائبة عنهم عقولهم، المختلفة
أهوائهم، ما أعزّ اللّه نصر من دعاكم، و لا استراح قلب من قاساكم، و لا قرّت عين
من أراكم، كلامكم يوهن الصمّ الصّلاب، و فعلكم يطمع فيكم عدوّكم المرتاب.
يا ويحكم أىّ
دار بعد داركم تمنعون، و مع أىّ إمام بعدي تقاتلون، المغرور و اللّه من غرر تموه،
و من فاز بكم فاز بالسّهم الأخيب، أصبحت لا أطمع في نصرتكم و لا اصدّق قولكم، فرّق
اللّه بيني و بينكم، و أعقبني ربّكم من هو خير لي منكم، و أعقبكم من هو شرّ لكم
منّي.
إمامكم يطيع
اللّه و أنتم تعصونه، و إمام أهل الشّام يعصى اللّه و هم يطيعونه، و اللّه لوددت
إنّ معاوية صارفنى بكم صرف الدّينار بالدّرهم فأخذ منّي عشرة منكم و أعطانى واحدا
منهم، و اللّه لوددت انّى لم أعرفكم و لم تعرفونى، فانّه معرفة جرّت ندما، لقد
وريتم[2] صدرى غيظا و
أفسدتم علىّ أمرى بالخذلان و العصيان، حتى لقد قالت قريش إنّ عليّا رجل شجاع لكن
لا علم له بالحرب.
للّه درّهم
هل كان فيهم أطول لها مراسا منّى، و أشدّ لها مقاساة، لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين
ثمّ ها أنا ذا قد ذرفت على السّتين و لكن لا أمر
[1] اى اذا قلت لكم ساظفر على الخصم انشاء اللّه فليس هذا من
الكذب بل هو من مصالح الحرب و كذا اشباهه من مصالح و غيره و يحتمل ارجاع ضمير و
لكنها الى ما ذكره من نسبته الى الكذب خصوصا على نسخة اغنيا بالنون اى ما ذكرتم
لهجة خدعتم فيها من الشيطان و لم يكن لكم حاجة الى ذكرها بحار.
[2] ورى القيح جوفه يريه وريا اكله و الاسم الورى بالتحريك بحار.