استعاره
(و من رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل) شبّه إرسالهم في الحرب
بالرّمى بالسّهام و استعار لهم أوصاف السّهم من الأفوق و استعار لفظ الرّمى
لمقاتلته بهم ثم خصّصهم بأرده الاوصاف للسّهم التي يبطل معها فايدته لمشابهتهم ذلك
السّهم في عدم الانتفاع بهم في الحرب و عدم الظفر معهم بالمقصود.
(اصبحت و
اللّه لا اصدّق قولكم) لكثرة ما شاهدت منكم من العدات الباطلة و الأقوال الكاذبة (و لا
أطمع في نصركم) مع تثاقلكم عن الجهاد و تقاعدكم عن القتال غير مرّة (و لا او
عد بكم العدوّ) اذ الوعيد بهم مع طول تخلّفهم و شعور العدوّ بذلك ممّا يوجب جرئة
العدوّ و تسلّطه و جسارته.
(ما بالكم) و ما شأنكم
الذي اوجب لكم التخاول و التّصامم عن ندائى و (ما دوائكم) و (ما طبكم) كى اداوى و
اعالج للمرض الذي اضعفكم عن استماع دعائى.
و قيل انّ
الطبّ بمعنى العادة على حدّ قوله:
فما ان طبّنا جبن و لكن
منايانا و دولة آخرينا
و الأوّل هو
الأظهر (القوم رجال أمثالكم) فما أخوفكم منهم.
قال الشّاعر:
قاتلوا القوم يا خزاع و لا
يدخلكم من قتالهم فشل
القوم أمثالكم لهم شعر
في الرّأس لا ينشرون ان قتلوا
ثمّ عيّرهم
على امور مستقبحة شرعا منفور عنها عادة.
احدها ما
أشار إليه بقوله: (أقولا بغير علم) أراد به قولهم إنّا نفعل بالخصوم كذا و كذا
مع أنّه لم يكن في قلوبهم إرادة الحرب أو دعويهم الايمان و الطاعة مع عدم الاطاعة
فكأنّهم لا يذعنون بما يقولون، و على الرّواية الاخرى و هي أقولا بغير عمل كما هو
الأظهر فيكون إشارة إلى ما يعدونه به من النّهوض إلى الحرب مع عدم وفائهم بالوعد و
عدم قيامهم بما قالوا تذكيرا لهم بما في ذلك من المقت الشديد و الخزى الأكيد، قال
سبحانه: لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ
أَنْ