رسول اللّه 6
الى آخر وقته، فجعل السيّد (ره) ما التقطه سردا فصار عند السّامع كانّه يقصد به
مقصدا و احدا.
فالفصل
الاول مشتمل على ذكر مناقبه الجميلة الممتاز بها عن غيره
و هو قوله: (فقمت
بالأمر حين فشلوا) و المراد به قيامه 7 بتشييد أمر الدّين و تأسيس أساس
اليقين و ترويج سنّة سيد المرسلين في الحروب و الخطوب حين ضعف عنه ساير أصحابه
صلوات اللّه عليه، و فشلوا و جبنوا و كسلوا و كان ذلك دأبه و ديدنه في زمن الرّسول
و بعده.
و قال
الشّارح المعتزلي: الاشارة بذلك الفصل إلى قيامه بالأمر بالمعروف و النّهى عن
المنكر أيّام أحداث عثمان و كون المهاجرين كلّهم لم ينكروا و لم يواجهوا عثمان بما
كان يواجهه به و ينهاه عنه، فمعنى قمت بالأمر قيامه 7 بالنّهى عن
المنكر حين فشل أصحاب محمّد انتهى.
و الأظهر هو
ما ذكرنا إلّا أن يكون في بيان الذي أسقطه السّيد (ره) من كلامه قرينة على ما ذكره
الشّارح عثر عليه هو و لم يعثر عليه بعد (و تطلّعت حين تقبّعوا) اى اشرفت
على حقايق المعقولات و دقايق المحسوسات و اطلعت عليها حين قصر عنه ساير الأصحاب
فحصل لي التّطاول فيها و لهم القصور (و نطقت حين تعتعوا) أراد به تكلّمه في
الأحكام المشكلة و المسائل المفصلة و غيرها بكلام واف بالمراد كاف في أداء المقصود
مطابق لمقتضى الحال و المقام على ما كان يقتضيه ملكة الفصاحة و البلاغة التي كانت
فيه، و أمّا غيره 7 فقد عييوا به و عجزوا من أدائه و اضطربوا فيه و لم
يهتد و الوجهه و طرقه.
(و مضيت
بنور اللّه حين وقفوا) حايرين بايرين جاهلين مفتونين، و المراد بنور اللّه هو
علم الامامة المتلقّى من منبع النّبوة و الرسالة و إليه الاشارة بآية النور على ما
رواه في البحار من جامع الأخبار باسناده عن فضيل بن يسار قال:
قلت لأبي عبد
اللّه الصّادق 7: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قال 7