قال: بل عمروها؟ قال: فالآن هي معمورة أم
خراب؟ قال: بل خراب، قال: خربها ذريته أم امّته؟ قال: بل أمّته، قال: أنت من
الذرّية أو من الامة؟ قال: من الأمة، قال: أنت من الأمّة و خربت دار الاسلام فكيف
ترجو الجنّة، و جرى بينهم كلام كثير.
فحضر أمير
المؤمنين في مأئة رجل، فلما قابلهم خرج إليه ابن الكوا في مأئة رجل، فقال: انشدكم
اللّه هل تعلمون حيث رفعوا المصاحف فقلتم نجيبهم إلى كتاب اللّه فقلت لكم إنّى
أعلم بالقوم منكم و ذكر مقالة إلى أن قال فلّما أبيتم إلّا الكتاب اشترطت على
الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن و أن يميتا ما أمات القرآن فان حكما بحكم القرآن
فليس لنا أن نخالف حكمه، و إن أبيا فنحن منه براء.
فقالوا له:
اخبرنا أ ترى عدلاتحكيم الرّجال في الدّماء؟ فقال: إنا لسنا الرّجال حكمنا و إنما
حكمنا القرآن، و القرآن إنّما هو خط مستور بين دفتين لا ينطق إنّما يتكلّم به
الرّجال.
قالوا:
فأخبرنا عن الأجل لم جعلته فيما بينك و بينهم؟ قال ليعلم الجاهل و يثبت العالم، و
لعلّ اللّه يصلح في هذه المدّة هذه الامة، و جرت بينهم مخاطبات فجعل بعضهم يرجع،
فأعطى أمير المؤمنين 7 راية أمان مع أبي ايّوب الأنصاري فناداهم أبو
أيوب: من جار إلى هذه الرّاية أو خرج من بين الجماعة فهو آمن، فرجع منهم ثمانية
الآف، فأمرهم أمير المؤمنين أن يتميّزوا منهم، و أقام الباقون على الخلاف و قصدوا
إلى نهروان، فخطب أمير المؤمنين و استفزّهم[1]
فلم يجيبوه فتمثّل بقوله:
امرتكم امرى بمنعرج اللّوى
فلم تستبينوا النّصح إلّا ضحى الغد
ثمّ استنفرهم
فنفر ألفا رجل يقدمهم عديّ بن حاتم و هو يقول:
إلى شرّ خلق من شراة تخرّبوا
و عادوا إله النّاس ربّ المشارق
فوجّه أمير
المؤمنين نحوهم و كتب إليهم على يدي عبد اللّه بن أبي عقب و فيها: