حتّى مضى
الأوّل لسبيله، فأدلى بها إلى ابن الخطّاب بعده، ثمّ تمثّل 7 بقول
الأعشى:
شتّان ما يومي على كورها
و يوم حيّان أخي جابر
فيا عجبا
بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشدّ ما تشطّرا ضرعيها،
فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها، و يخشن مسّها، و يكثر العثار فيها، و الاعتذار
منها، فصاحبها كراكب الصّعبة إن أشنق لها خرم، و إن أسلس لها تقحّم، فمني النّاس
لعمر اللّه بخبط و شماس، و تلوّن و اعتراض، فصبرت على طول المدّة، و شدّة المحنة.
اللغة
يقال فلان
(مضى) لسبيله أي مات و (أدلى) بها إلى فلان أى القاها إليه و دفعها قال تعالى:
وَ لا
تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَ تُدْلُوا بِها إِلَى
الْحُكَّامِ أى تدفعوها إليهم رشوة و أصله من أدليت الحبل في البئر إدلاء أي
أرسلتها ليستقى بها و (تمثل) بالبيت أنشده للمثل و (شتّان) اسم فعل فيه معنى
التعجب يقال: شتان ما هما و ما بينهما و ما عمرو و أخوه أى بعد ما بينهما، قال
الشّارح المعتزلي و لا يجوز شتّان ما بينهما إلّا على قول ضعيف و (الكور) بالضمّ
رحل البعير بأداته و (الاقالة) فكّ عقد البيع و نحوه، و الاستقالة طلب ذلك و (شدّ)
أى صار شديدا مثل حبّ اذا صار حبيبا (تشطر) إما مأخوذ من الشّطر بمعنى النّصف
يقال: فلان شطر ماله اى نصفه، أو من الشطر بمعنى خلف الناقة بالكسر، قال الشّارح
المعتزلي: و للنّاقة أربعه أخلاف خلفان