responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 3  صفحه : 398

في الأبدان تارة بزيادة القوّة و تارة بنقصانها حتّى أنّ الوهم ربّما كان سببا لمرض الصّحيح لتوهّمه المرض و بالعكس، فكان السّبب في ذلّ من غزى في عقر داره و إن كان معروفا بالشّجاعة هو الأوهام.

أمّا أوهامهم فلأنّها تحكم بأنّها لم تقدم على غزوهم إلّا لقوّة غازيهم و اعتقادهم فيهم الضّعف بالنّسبة إليه، فينفعل إذن نفوسهم عن ذلك الأوهام، و تنقهر عن المقاومة و تضعف عن الانبعاث و تزول غيرتها و حميّتها فتحصل على طرف رذيلة الذّلّ.

و أمّا أوهام غيرهم فلأنّ الغزو الذي يلحقهم يكون باعثا لكثير الأوهام على الحكم بضعفهم و محرّكا لطمع كلّ طامع فيهم، فيثير ذلك لهم أحكاما و حميّة يعجزهم عن المقاومة.

ثمّ إنّه أشار إلى ما قابلوا به نصحه بقوله‌ (فتواكلتم) أى وكل كلّ واحد منكم أمره إلى غيره‌ (و تخاذلتم) أى خذل بعضكم بعضا (حتّى شنّت عليكم الغارات) و صبّت من كلّ جانب دفعة بعد دفعة (و ملكت عليكم الأوطان) بالقهر و الغلبة و العدوان‌ (و هذا أخو غامد) سفيان بن عوف الغامدى‌ (قد وردت خيله الانبار) بأمر معاوية اللّعين الجبّار (و قد قتل حسّان بن حسّان البكرى) و كان من اصحابه واليا على الأنبار.

روى إبراهيم بن محمّد الثّقفي في كتاب الغارات عن عبد اللّه بن قيس عن حبيب ابن عفيف قال: كنت مع حسّان بالانبار على مسلحها إذ صبحنا سفيان بن عوف في كتائب تلمع الأبصار منها فها لونا و اللّه و علمنا إذ رأيناهم أنّه ليس لنا طاقة بهم و لا يد، فخرج إليهم صاحبنا و قد تفرّقنا فلم يلقهم نصفنا، و أيم اللّه لقد قاتلناهم فأحسّنا قتالهم حتّى كرهونا، ثمّ نزل صاحبنا و هو يتلو قوله تعالى:

فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‌ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ثمّ قال لنا: من كان لا يريد لقاء اللّه و لا يطيب نفسا بالموت فليخرج عن القرية

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 3  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست