responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 3  صفحه : 397

و يستبيح دمائهم و أموالهم و يسبى ذراريهم، و إمّا أن يحتاجوا إلى قتاله من غير اعداد آلة و سلاح.

و هذا يكون كترك مداواة المريض مرضه في أوّل ظهوره بسبب مرارة الدّواء، ثمّ يصير في آخر الأمر مضطرّا إلى تحمّل أضعاف تلك النّفرة و المشقّة، مضافا إلى ما يفوته من الثّمرات الجليلة في الدّنيا و الآخرة من الأمن و سلامة الوقت و الفوز بالغنيمة و حلاوة الاستيلاء على الأعداء، و الدّرجات التي وعدها اللّه بقوله:

فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَ كُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى‌ وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً و البشرى التي بشّر بها رسول اللّه 6 للشّهداء منهم بقوله: للشّهيد سبع خصال‌[1] من اللّه أول قطرة منه مغفور له كلّ ذنب، و الثانية يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين و تمسحان الغبار عن وجهه و تقولان مرحبا بك و يقول هو مثل ذلك لهما، و الثّالثة يكسى من كسوة الجنّة، و الرّابعة تبتدره خزنة الجنّة بكلّ ريح طيّبة أيّهم يأخذه معه، و الخامسة أن يرى منزله، و السّادسة يقال لروحه اسرح في الجنّة حيث شئت، و السّابعة أن ينظر في وجه اللّه و أنّها لراحة لكلّ نبيّ و شهيد.

و كيف كان فانّه 7 لمّا صدّر خطبته بذكر منافع الجهاد و مضارّه فعلا و تركا أشار إلى مقصوده الذى مهّد له تلك المقدّمة و هو حثّهم على جهاد معاوية و أصحابه فقال: (الأواني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم) القاسطين الفاسقين‌ (ليلا و نهارا و سرّا و إعلانا و قلت لكم: اغزوهم قبل أن يغزوكم فو اللّه ما غزى قوم قط في عقر دارهم الّا ذلّوا).

و سرّ ذلك ما أشار اليه الشّارح البحراني، و هو أنّ للأوهام أفعال عجيبة


[1] رواه فى الوسائل عن زيد بن علي عن ابيه عن آبائه قال قال رسول اللّه6 الحديث منه.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 3  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست