البصرة، بالخاطئة الحميراء، فالمراد
بمجيء الأوّلين و الثّالث بعايشة أنّهم أسّسوا لها بما فعلوا من الجور على أهل
البيت : أساسا به تيسّر لها الخروج و لو لا ما فعلوا لم تكن تجتري على
ما فعلت، و المراد بالمؤتفكات أهل المؤتفكات و الجمع باعتبار البقاع و القرى و
المحلات.
و منها ما في
شرح البحراني متفرّقة إلّا أنّ المحدّث العلّامة المجلسي (ره) جمع ما وجد منها في
البحار و ألف شتاتها و نحن نرويها من البحار من الشرح.
قال (قدّه):
روى الشّيخ كمال الدّين بن ميثم البحراني مرسلا أنّه لمّا فرغ أمير المؤمنين 7 من أمر الحرب لأهل الجمل أمر مناديا ينادي في أهل البصرة أن الصّلاة
الجامعة لثلاثة[1] أيّام من
غد إنشاء اللّه و لا عذر لمن تخلّف إلّا من حجّة أو علة فلا تجعلوا على أنفسكم
سبيلا فلمّا كان اليوم الذي اجتمعوا فيه خرج 7 فصلى بالنّاس الغداة في
المسجد الجامع فلمّا قضى صلاته قام فأسند ظهره إلى حائط القبلة عن يمين المصلّى
فخطب النّاس و أثنى عليه بما هو أهله و صلّى على النّبي و آله و استغفر للمؤمنين و
المؤمنات و المسلمين و المسلمات ثمّ قال:
يا أهل
البصرة يا أهل المؤتفكة ائتفكت[2] بأهلها
ثلاثا و على اللّه تمام الرّابعة، يا جند المراة و اعوان البهيمة رغا فأجبتم و عقر
فانهزمتم اخلاقكم دقاق و دينكم نفاق و ماؤكم زعاق، و بلادكم انتن بلاد اللّه تربة
و ابعدها من السّماء، بها تسعة اعشار الشر المحتبس فيها بذنبه و الخارج منها بعفو
اللّه، كأنّى انظر إلى قريتكم هذه و قد طبقها الماء حتّى ما يرى منها الّا شرف
المسجد كأنّه جؤجؤ طير في لجّة بحر فقام إليه الأحنف[3]
بن قيس فقال له: يا أمير المؤمنين متى يكون ذلك؟