فقال يا بنيّ: قد علم النّاس أنّي لست
بجبان و لكن ذكرني عليّ شيئا سمعته من رسول اللّه 6
فحلفت أن لا اقاتل، فقال: دونك غلامك فلان اعتقه كفارة يمينك نزهة الابصار عن ابن
مهدي أنّه قال همام الثقفي:
أ يعتق مكحولاو يعصي نبيّه
لقد تاه عن قصد الهدى ثمّ عوق
لشتّان ما بين الضّلالة و الهدى
و شتّان من يعصي الاله و يعتق
و في رواية
قالت عايشة لا و اللّه بل خفت سيوف ابن أبي طالب أما أنّها طوال حداد تحملها سواعد
أنجاد و لئن خفتها فلقد خافها الرّجال من قبلك، فرجع إلى القتال فقيل: لأمير
المؤمنين 7 إنّه قد رجع، فقال دعوه إنّ الشّيخ محمول عليه، ثمّ قال
7: أيّها النّاس غضّوا أبصارهم و عضّوا على نواجذكم و أكثروا من ذكر ربّكم
و إيّاكم و كثرة الكلام فانّه فشل، و نظرت عايشة إليه و هو يجول بين الصّفين
فقالت:
انظروا إليه
كان فعله فعل رسول اللّه 6 يوم بدر، أما و اللّه ما
ينتظر بك إلّا زوال الشّمس فقال عليّ 7 يا عايشة:
عَمَّا
قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ فجدّ النّاس في القتال فنهاهم أمير المؤمنين،
و قال: اللّهم إنّي أعذرت و أنظرت فكن لي عليهم من الشّاهدين، ثمّ أخذ المصحف و
طلب من يقرأ عليهم:
وَ إِنْ
طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما الآية فقال
مسلم المجاشعي: ها أناذا فخوّفه 7 بقطع يمينه و شماله و قتله فقال: لا
عليك يا أمير المؤمنين فهذا قليل في ذات اللّه فأخذه و دعاهم إلى اللّه فقطعت يده
اليمنى فأخذه بيده اليسرى فقطعت فأخذه بأسنانه فقتل فقالت امّه شعرا: