وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ وَ عِدْهُمْ وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً أي استخف من استطعت منهم أن تستفزه بدعائك إلى الفساد قال ابن عبّاس: كل راكب أو راجل في معصية اللّه فهو من خيل إبليس و جنوده و يدخل فيه كلّ راكب و ماش في معصية اللّه فخيله و رجله كلّ من شاركه في الدّعاء إلى المعصية.

ثمّ أشار 7 إلى كمال عقله و استعداده بقوله: (و انّ معي لبصيرتي) يريد أنّ البصيرة التي كانت معي في زمن رسول اللّه 6 لم تتغير، و إلى هذه اشيرت في قوله تعالى:

قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‌ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي‌ قال أبو جعفر 7 في رواية الكافي ذاك رسول اللّه و أمير المؤمنين و الأوصياء من بعدهما، يعني أنّ الدّاعي إلى اللّه مع البصيرة هو رسول اللّه و أمير المؤمنين و الأوصياء التّابعون له في الأقوال و الأفعال.

ثمّ أكد كمال عقله بالاشارة إلى عدم انخداعه بخدع الشّيطان و بتلبيسه الباطل بصورة الحقّ كما يلبس على ذوى البصائر الضّعيفة و اولى العقول السخيفة سواء كان مخادعته بغير واسطة و هو المشار إليه بقوله: (ما لبّست على نفسي) أى لا يتلبس على نفسى المطمئنة ما تلقيه إليها نفسي الأمّارة، أو بواسطة غيره و هو المشار إليه بقوله: (و لا لبّس علىّ) أى لم يحصل التّلبيس علىّ من الخارج من جنود إبليس و أتباعه الذين تلقفوا عنه الشّبه و صار في قوتهم أن يلبسوا الحقّ صورة الباطل استعاره بالكنايه‌ (و أيم اللّه لأفرطنّ لهم حوضا أنا ماتحه) هذا الكلام منه 7 وارد مورد التّهديد و جار على سبيل الاستعارة، و معناه لاسبقنهم أو لاسبقنّ لأجلهم حياض الحرب التي أنا متدرّب بها، أو لأملئنّ لهم حياض الحرب التي هي عادتي و أنا خبير بها