الأبدان بألفي عام، فلما ركّب الأرواح في
أبدانها كتب بين أعينهم كافر و مؤمن و ما هم به مبتلون و ما هم عليه من سيئ عملهم
و حسنه في قدر اذن الفارة، ثمّ أنزل بذلك قرانا على نبيّه 6 فقال:
إِنَّ فِي
ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ فكان رسول اللّه 6 المتوسّم، ثم أنا من بعده، و الأئمة من ذرّيتي هم المتوسّمون فلمّا تأمّلتها
عرفت ما فيها و ما هي عليه بسيمائها.
و من البصائر
بإسناده عن عبد الرّحمان يعني ابن كثير قال: حججت مع أبي عبد اللّه 7
فلمّا صرنا في بعض الطريق صعد على جبل فأشرف فنظر إلى النّاس فقال: ما أكثر الضجيج
و أقل الحجيج، فقال له داود الرّقي: يابن رسول اللّه 6
هل يستجيب اللّه دعاء هذا الجمع الذي أرى؟ قال: ويحك يا با سليمان إنّ اللّه لا
يغفر أن يشرك به، الجاحد لولاية عليّ 7 كعابد وثن، قال: قلت: جعلت فداك
هل تعرفون محبكم و مبغضكم؟ قال: ويحك يا با سليمان إنّه ليس من عبد يولد إلّا كتب
بين عينيه مؤمن أو كافر، و إنّ الرّجل ليدخل إلينا بولايتنا و بالبراءة من اعدائنا
فنرى مكتوبا بين عينيه مؤمن أو كافر، قال اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ نعرف عدوّنا من وليّنا.
و قد وضح
بهذه الأخبار كلّ وضوح معنى قوله السّابق: أتوسّمكم بحلية المغترّين، و ظهر أنّ
توسّمه عبارة عن نظره 7 إلى سماتهم الدّالة على خبث الطينة و لحاظه
العلامات الكاشفة عن سوء السّريرة، فافهم ذلك و اغتنم.
الترجمة
بسبب نور
وجود ما هدايت يافتيد در ظلمت شب جهالت، و بواسطه ما سوار شديد بر كوهان بلند
يقين، و بجهة ما منتقل گشتيد از شب ضلالت، و بصباح اسلام رسيديد، گردباد يا سنگين
باد گوشي كه نفهميد صداى داعي حق را، و چگونه مراعات بنمايد آواز ضعيف را آن كسى
كه كر ساخته است او را آواز قوى، ثابت