قال: هو أمير المؤمنين 7، و
فيه من المناقب لابن شهر آشوب عن أبي الورد عن أبي جعفر 7 في قوله:
وَ
عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ قال: نحن النّجم إلى غير هذه ممّا
يطلع عليها العارف الخبير و المتتبع المجدّ و بالجملة فقد ظهر و تحقق ممّا ذكرنا
كله أنّهم : نور اللّه في السّماوات و الأرض و النّجوم التي يهتدى بها
في ظلمات البرّ و البحر و القمر الهادي في أجواز البلدان و القفار و غياهب الليالي
و لجج البحار.
فإن قلت:
سلمنا ذلك كله و لكنّك قد ذكرت أنّ الخطاب في قوله: بنا اهتديتم في الظلماء لطلحة
و الزبير و نظرائهما من أهل الجمل، و من المعلوم أنّهم كانوا من المنافقين
الناكثين فكيف يكونون من المهتدين؟ مع أنّ اعتقادنا أنّهم مخلدون في النّار
بخروجهم على الامام العادل و نقضهم بيعته، و المهتدون يسعى نورهم بين أيديهم و
بأيمانهم يوم القيامة و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون كما قال تعالى:
فَمَنِ
اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى قلت: أوّلا إن
اهتديتم بصيغة الماضي دالة على اهتدائهم فيما مضى فهو لا ينافي بارتدادهم بعد
الرّسول 6 إذ الاهتداء تارة يكون بالوصول إلى المطلوب
و هو الموجب للأجر الجميل و هو الذي لا يتصوّر بعده الضلالة، و اخرى بالوصول إلى
ما يوصل إلى المطلوب و هو لا يستلزم الوصول إليه ألبتّة و لا ينافي الخذلان و
الضلالة قطعا و ثانيا إنّ المراد بالظلماء في قوله 7 هو ظلمة الكفر و
بالاهتداء هو الاهتداء إلى الاسلام و هو بانفراده لا يكفي في استحقاق الثّواب، بل
لا بدّ و أن ينضم إلى ذلك نور الولاية كما مرّ تحقيق ذلك و تفصيله في التّذنيب
الثالث من تذنيبات الفصل الرّابع من فصول الخطبة الاولى، و يشهد بذلك و يوضحه
مضافا إلى ما مرّ:
ما رواه في
البحار من كتاب غيبة النّعماني عن الكليني بإسناده عن ابن أبي يعفور، قال: قلت
لأبي عبد اللّه 7 إنّي اخالط النّاس فيكثر عجبي من أقوام لا يتوالونكم