عَلا فِي
الْأَرْضِ و الفساد إلى بغى قارون لقوله: وَ لا تَبْغِ
الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ.
ففي كلام
الامام 7 يحتمل كون الأوّل إشارة إلى الأوّلين و الثّاني إلى الثّالث
أو الجميع اليهم جميعا، و على ما استظهرناه فالأظهر كون الأوّل إشارة إلى طلحة و
زبير و أتباعهما و معاوية و أصحابه و الثّاني إلى أصحاب النّهروان، و يحتمل
الاشارة فيهما إلى جميعهم هذا.
و بقي هنا
شيء و هو أنّه سبحانه لم يعلق الموعد في الآية الشريفة بترك العلوّ و الفساد لكن
بترك إرادتهما و ميل القلوب إليهما كما علق الوعيد بالرّكون في قوله:
وَ لا
تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ.
فيدلّ على
قبح إرادة السّوء و كونها معصية و يستفاد ذلك أيضا من قوله سبحانه:
و هو
المستفاد من الأخبار المستفيضة مثل قوله 6: إنّما يحشر
النّاس على نيّاتهم، و قوله 6: و سلّم: نية الكافر شرّ من
عمله، و ما ورد من تعليل خلود أهل النّار فيها و أهل الجنّة في الجنّة بعزم كلّ
منهما على الثّبات على ما كانوا عليه من المعصية و الطاعة لو كانوا مخلدين في
الدّنيا إلى غير هذه ممّا رواها المحدّث الشيخ الحرّ في أوائل الوسائل، و إلى ذلك
ذهب جمع من الأصحاب منهم العلامة و ابن إدريس و صاحب المدارك و شيخنا البهائي و
المحقّق الطوسي في التّجريد، إلّا أنّ المستفاد من الأخبار الاخر هو العفو عن نيّة
السّوء و أنّها لا تكتب و هي كثيرة أيضا رواها في الوسائل، و هو مذهب شيخنا
الشّهيد في القواعد، قال في محكي كلامه: