(46) و قال
7: احذروا صولة الكريم إذا جاع، و اللّئيم إذا شبع.
اللغة
(الصولة):
السطوة، القهر الجولة و الحملة في الحرب، لؤم كان دنيء الأصل، شحيح النّفس مهينا
فهو لئيم ج: لئام- المنجد.
الاعراب
صولة الكريم
منصوب على الحذف و الايصال توسّعا أى من صولة الكريم، إذا جاع، جملة ظرفيّة متعلّق
باحذروا، و تقيد الأمر المستفاد منه.
المعنى
قد فسّر
الشرحان كنايه- حقيقت قوله: احذروا اصوله الكريم إذا جاع، على ثورته
عند شدّة الحاجة و الاضطرار، أو الضيم و الامتهان، قال الشّارح المعتزلي: ليس يعنى
بالجوع و الشبع ما يتعارفه النّاس، و إنّما المراد، احذروا صولة
الكريم إذا ضيم و امتهن، و تبعه ابن ميثم فقال: و جوعه كناية عن شدّة حاجته، و
ذلك مستلزم لثوران حميته.
أقول: الشرح
الّذي علّقاها على الجملة الاولى لا يستقيم لوجهين:
1- أنّ
الصّولة عند الاضطرار و الحاجة ليست مقصورة على الكريم و لا مدحا له، بل الصّولة
من اللئيم عند مسيس الحاجة و الاضطرار أشدّ و أليق بالحذر.
2- أنّ ثوران
الحمية و الغضب عند عدم التفات النّاس و طلب أمر كبير كما أفاده ابن ميثم لا يناسب
مقام الكريم في نظره 7 و لا يتبع عملا للأنام بالنسبة إليه، فهل يكلّف
النّاس باشباعه و رفع حاجته، فالمقصود من هذه الحكمة الحذر من اللئيم
إذا شبع و حصلت له قدرة و سلطة، فتشير إلى المثل السّائر: عبد ملك عبدا