لمن كان كذا، و الجملة اسميّة خبريّة في
مقام الدّعاء أو التحسّر باختلاف المقام أو التغبّط، و مقتضى المقام هو الأوّل، و
الظّاهر أنّ طوبى علم للجنس فتدبّر.
المعنى
كان خباب بن
الأرت من أفذاذ أصحاب النّبي 6 المخلصين و الحاملين
لأسرار الشّريعة الإسلاميّة، ممّن تلمسوا الحقيقة بقلوبهم و بلغوا الدّرجة القصوى
من اليقين بالنسبة إلى معالم الدّين، و من الّذين كانوا شهداء على النّاس و موازين
للحق عند ظهور الخلاف، فكونه في صفّ أصحاب أمير المؤمنين مجاهدا معه في صفّين من
الأدلّة القاطعة على أنّ عليّ مع الحقّ و الحقّ مع عليّ يدور معه أينما دار فمثله
في أصحابه 7 مثل عمّار.
و قال
الشّارح المعتزلي: و هو قديم الإسلام، قيل: إنّه كان سادس ستّة و شهد بدرا و ما
بعدها من المشاهد، و هو معدود في المعذّبين فى اللَّه.
و في التنقيح
قال العلّامة الطباطبائي رحمه اللَّه: إنّ فيه و في سلمان و أبي ذر و العمّار أنزل
اللَّه تعالى وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ
الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ 52- الأنعام»- إلخ.
و عن الخصال
عن عليّ 7 السّباق خمسة: فأنا سابق العرب، و سلمان سابق الفرس، و بلال
سابق الحبشة، و صهيب سابق الرّوم، و خباب سابق النبط.
و في حاشية
التنقيح عن اليافعي في تاريخه أنّ فضائل صهيب و سلمان و أبي ذر و خباب لا يحيط بها
كتاب.
و قد وصفه
عليّ 7 في هذا الوجيز من الكلام بما لا مزيد عليه، و أثبت له فضيلة
الرغبة إلى الإسلام و الطّوع على الهجرة و صرف الحياة في الجهاد فناهيك بهذه
الفضائل عن التّتبّع للأقوال، و ثناء سائر الرّجال، و الظّاهر أنّ ما ذكره 7 في الجمل التالية تغبّط على خباب عرضه على سائر الأصحاب و حثّهم بذلك على
سلوك سيرته و الاقتداء بطريقته.
ذكر ابن هشام
في سيرته «ج 1 ص 211 ط مصر في إسلام عمر بن الخطّاب»: