جماعة أو أمّة لغرض، و الأكثر أن يكون
سياسة أو وسيلة لكسب الأمرة و القوّة و حيازة مقام الامامة، و فسّروا الدستور
بتكلّف الانزواء و العزلة و الخمول و عدم التدخل في الأمور، و خصّصها ابن أبي
الحديد بالخصومة بين رئيسين ضالّين يدعوان كلاهما إلى ضلالة كفتنة عبد الملك و ابن
الزبير، و فتنة مروان و الضحاك، و فتنة الحجاج و ابن الأشعث و نحو ذلك، قال: و أما
إذا كان أحدهما صاحب حقّ فليست أيّام فتنة، كالجمل و صفّين و نحوهما، بل يجب
الجهاد مع صاحب الحقّ.
أقول:
المقصود من الفتنة أعمّ و المراد من الدستور أمر أتمّ، و ليس غرضه 7 الأمر بالانزواء و العزلة و الاستراحة إلى الخمول و التغافل و الغفلة بل
المقصود الحذر عن التعاون مع دعاة الفتنة و شدّ أزرهم في مقاصدهم الفاسدة و محقّ
الحق، سواء كان الفتنة لغرض سياسى كما مثّل، أو لغيره كما في فتنة خلق القرآن في
أيّام المأمون، و سواء كانت لتخاصم بين ضالّين كما ذكر، أو تخاصم الحقّ و الباطل
كفتنة السقيفة و الجمل و صفّين.
فالمقصود
الحذر من إعانة المفتنين، و تأييد أغراض المبطلين و أمر 7 بالتمسك
بالحقّ في كلّ حين على ما يجب على المسلمين، و لا عزلة في الإسلام و لا خمول
للمسلم، بل يجب عليه القيام، كما قال عزّ من قائل (46: السباء) قُلْ
إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَ فُرادى، و لا
مندوحة عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، بل يجب الكفاح عن الحقّ بما تيسّر في
كلّ زمان و مكان.
الترجمة
در هنگام
فتنه و آشوب چون شتر دو ساله باش كه نه بار كشد، و نه شير دهد.