(36) و قال
7، و قد لقيه عند مسيره إلى الشّام دهاقين الأنبار فترجّلوا له و
أشتدّا بين يديه فقال 7: ما هذا الّذي صنعتموه؟
فقالوا:
خلق منّا نعظّم به أمراءنا، فقال: و اللَّه ما ينتفع بهذا أمراؤكم، و إنّكم
لتشقّون على أنفسكم في دنياكم، و تشقون به في آخرتكم، و ما أخسر المشقّة وراءها
العقاب، و أربح الدّعة معها الأمان من النّار.
اللغة
(الدّهقان)
معرّب إن جعلت النون أصلية من قولهم تدهقن الرّجل و له دهقنة موضع كذا صرفته لأنه
فعلان، و إن جعلته من الدّهق لم تصرفه لأنّه فعلان و (انبار) اسم بلد- صحاح.
(اشتدّوا) عدوا بين يديه، و (شقّ) على الشيء شقا و مشقّة- صحاح. (الدّعة)
السكينة، الرّاحة و خفض العيش- المنجد.
الاعراب
و قد لقيه
عند مسيره، جملة حالية برابطة قد و الواو، ما هذا الّذي- إلخ- لفظة ما، اسمية
استفهاميّة خبر مقدّم لهذا الّذي، ما أخسر المشقّة، بصيغة التعجّب، يفيد الاستغطام
و التحسّر، و مثلها أربح الدّعة المعطوفة على أخسر.
المعنى
نهض الإسلام
و القرآن بالبشر نهضة ديموقراطية عميقة مقرونة بالعلم و المعرفة، فرفع العرب من
حضيض الجهالة فصاروا أمّة عالمة ديموقراطا بطبعهم المنزّه عن تشريفات ملوكية
مصنوعة في الفارس و الرّوم، و هذا هو سرّ تقدّم المسلمين الجدد في القرون الاولى
الهجرية و نشر الاسلام في بلاد كفارس و الرّوم