كما أنّ التنازع ناش عن
فقدان اليقين الموجب للاطمينان و الاعتماد على الحقيقه، فمن يؤمن باللّه
يهدأ قلبه و لكن لفاقد للإيمان قلب مظلم متزلزل دائما بين صدره و حنجرته كما في
الحديث، فيفور و يثور و ينفث بالتّنازع في الحقّ مع أهله.
و الزيغ يقابل العدل كملا، لأنّ العدل استقامة في
الفكر و التعقل و العمل لا ميل فيه و لا انحراف، و لكن الفاقد للعدل في تعقّله و
تفكيره يميل قلبه المتزلزل إلى الباطل، و ينحرف إلى الأباطيل.
و الشقاق فتّ عضد
الاجتماع بالضوضاء و الجدل لأغراض شخصية أو قبلية باطلة، فيقابل الجهاد الّذى هو
الاستقامة و النضال لأجل الحق و صيانة الملة و الأمّة.
فالمتعمّق المعاند لا
ينيب إلى الحق و لا يهتدي إلى سبيل الرّشد كرجال القريش
المعاندين للنبيّ 6 و القرآن.
و الجاهل
المتنازع يتخبّط في عماه حتّى يدرك منيته قبل درك مناه.
و القلب
الزائغ عن الحق متعاكس و منكوس يدرك الحسنة سيئة فيجتنب منها و السيّئة حسنة فيرغب إليها،
و لا يلمس الحقيقة كالسكران.
و من شاقّ اللَّه فقد
فارق جماع الشعب و الأمّة، فهو كالتائه في طريق و عر أينما يتوجّه يقابله عقبة
صعبة كأداء و عقدة معقدة لا يهتدي لحلّها فضاق عليه المخرج و يقع دائما في حرج.
و الشاكّ
يماري الحق و يحس بهول و مخافة و يتردّد في طيّ طريق السعادة فيرجع قهقرى إلى أسفل
دركات الطبيعة، و يفقد شخصية و يستسلم لجيوش الباطل فيقع تحت أقدام الشياطين، و
يصير من الخاسرين الهالكين.
قوله: (و بعد
هذا كلام تركناه) ورد في الكافي في باب دعائم الكفر و شعبه حديثا طويلا يظهر أنه تتمة
الحديث الّذي أرسله المصنف رحمه اللَّه و أشار إلى بقيته، و قطعه صاحب الكافي و
قسّمه على باب صفة الإيمان و باب دعائم الكفر و باب صفة النّفاق و المنافق، و لكن
المروىّ في باب دعائم الكفر يخالف مع ما