عن الحقّ، و من زاغ ساءت عنده الحسنة،
و حسنت عنده السّيّئة و سكر سكر الضّلالة، و من شاقّ وعرت عليه طرقه، و أعضل عليه
أمره، و ضاق عليه مخرجه. و الشّكّ على أربع شعب: على التّماري، و الهول، و
التّردّد و الاستسلام: فمن جعل المراء ديدنا لم يصبح ليله، و من هاله ما بين يديه
نكص على عقبيه، و من تردّد في الرّيب وطئته سنابك الشياطين و من استسلم لهلكة
الدّنيا و الاخرة هلك فيهما. قال الرّضيّ: و بعد هذا كلام تركنا ذكره خوف الاطالة
و الخروج عن الغرض المقصود في هذا الكتاب.
اللغة
(التعمّق)
تعمّق في الأمر: بالغ فيه و تشدّد طالبا أقصى غاياته و في كلامه تنطّع- اى تفصح
فيه- (التنازع) تنازع القوم: اختلفوا (الزيغ) الميل عن الحق الشكّ (الشقاق) شاق
شقاقا و مشاقة: خالفه و عاداه (الوعر) المكان المخيف الوحش (أعضل الأمر) اشتدّ و
استغلق (التمارى) مارى مراء و مماراة: جادل و نازع و لاجّ- المنجد-. (الديدن) الدأب
و العادة (النكوص) الاحجام عن الشيء يقال: نكص على عقبيه أى رجع- صحاح- (السنبك)
جمع: سنابك طرف الحافر- المنجد.
الاعراب
سكر سكر
الضلالة مصدر نوعيّ منصوب على أنه مفعول مطلق، طرقه فاعل و عرت و هو فعل لازم،
ديدنا مفعول ثان لقوله جعل، عقبيه تثنية عقب مجرور بحذف النون.