بالمجازات النبويّة، و روي شطر منها في
توقيعات قضائية صدر منه في شتّى الموارد رواها عبادة بن صامت الأنصاري رضي اللَّه
عنه ربما تبلغ فوق ثلاثمائة و عدّها بعض الأساتيد في أربعمائة توقيع قضائي معجب
لأهل الأدب و لم يبلغ شأوه شاء و إن تكلّف ما شاء، فهي بجوهرها كرامة نبويّة، كما
أنّ القرآن الشريف بابهة وحيه معجزة النبوّة.
ثمّ تصدر
مولانا عليّ بن أبي طالب 7 هذا الحفل التشريعي و العلمي و الأدبي
الرّهيب و محلّه منه محلّ القطب من الرّحى ينحدر عنه السيل و لا يرقى إليه الطير و
أبلغ في بيان المعارف الإلهيّة، و الأحكام الشرعيّة، و الأصول التربويّة و المواعظ
الإرشاديّة، و الدستورات الاجتماعيّة، و الحكم الأخلاقيّة، و الحكمة العمليّة بما
عجز عنه غيره و إن جهد ما جهد.
و لنعلم أنّه
7 لم ينشأ ما يقدر عليه، لأنّه لم يجد حملة لعلمه الجمّ و غوّاصا لهذا
اليمّ، و لم يحفظ عنه كلّما أنشأه من الشوارد في شتّى الموارد، و لم يبق كلّما حفظ
عنه 7 مصونا من حوادث الزمان و مكائد الاستراق و الكتمان.
و قد جمع
المصنّف رحمه اللَّه مختارات من خطبه و كتبه و حكمه بنقاوة فكرته الوقّادة من
الوجهة الأدبيّة فحسب و نظمها في نهج البلاغة فجاء أثرا قيما مدّت إليه الأعناق في
كلّ الافاق طيلة القرون الماضية، فأكبّ علماء الأدب و بغاة التحقيق على دراسته و
شرحه و ترجمته من مختلف المذاهب و الفرق طبقا عن طبق.
حتّى انتهى
الدور إلى العلّامة المحقّق الحاج ميرزا حبيب اللَّه الهاشمى الخوئى كما وصف قدّس
سرّه، و جاء أثره ممّا اشتاق إليه أهل العلم و الأدب و تصدّى لتجديد طبعه أصحاب
السعادة الأخوان الكتابچى أنجال المرحوم السيّد أحمد الكتابچى أحد خدمة نشر الكتب
الإسلاميّة عن جدّ لا يعقبها كسل، و رغبة صادقة لا تنزف.
و ممّا يؤسف
عليه أنّ المحقّق المرحوم لم يوفّق لاتمام الكتاب لعوائق زمنية