البصر آلة
إدراك المحسوسات عن المشاهدة، و قد درس الحكماء هذه الالة المصنوعة العجيبة بيد
القدرة الالهيّة بما فيها من الطبقات السبعة و الأجهزة المختلفة الصعبة، و لكن لم
يصل العلم بعد إلى فهم أنّه كيف يقع الإدراك البصرى و ينطبع ما ينقش في عدسة العين
في النفس فيقع الادراك و الحس، فقوله 7 (القلب مصحف
البصر) يحتمل وجهين:
1- أنّ القلب
صحيفة ينتقش فيه ما يدرك بالبصر، فالادراك البصرى يقع بالقلب و البصر آلة له،
فكأنّ البصر قلم يرسم المحسوسات في صحيفة القلب.
2- أنّ القلب
يؤثر في الادراك البصرى، فتارة يرى الحسن قبيحا، و اخرى يرى القبيح حسنا، كما حكى
أنّ الناس يقولون للمجنون: إنّ ليلى لا تحظو من الحسن و الجمال ما تستحقّه هذا
العشق و الوله، فيجيب: لا ترونها ببصري حتّى تدركوا جمالها الفائق.
الترجمة
فرمود: دل
صحيفه ديده است.
التسعون
بعد ثلاثمائة من حكمه 7
(390) و
قال 7: التّقى رئيس الأخلاق.
المعنى
التقوى ملكة
الاجتناب عن الرذائل و التحلّى بالفضائل، فتأمر النفس بترك البخل و لبس الجود، و
ترك الفحشاء و التزام الورع، فتكون رئيسها.