responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 21  صفحه : 455

أيّها النّاس، اتّقوا اللَّه فما خلق امرؤ عبثا فيلهو و لا ترك سدى فيلغو، و ما دنياه الّتي تحسّنت له بخلف من الاخرة الّتي قبّحها سوء النّظر عنده، و ما المغرور الّذي ظفر من الدّنيا بأعلى همّته كالاخر الّذي ظفر من الاخرة بأدنى سهمته.

اللغة

(السدى): المهمل، (السهمة): النصيب.

الاعراب‌

عبثا و سدى مفعولا له لما قبلهما من الفعل.

المعنى‌

اللّهو صفة للقلب و هو صرفه عن الخالق بالتوجّه إلى مظاهر فتانة في الخلق و اللّغو صفة للعمل باعتبار أنّه غير مفيد للدّنيا و لا للاخرة، فيقول 7: لم يخلق المرء عبثا بلا غاية عالية لوجوده لا تحصل إلّا بذكر اللَّه و طاعته كما قال تعالى:

أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ‌- 15- المؤمنون».

و لو خلق عبثا يصحّ له اللّهو و الانصراف عن ذكر اللَّه، و لم يترك‌ سدى‌ يختار لنفسه ما يشاء من عمل، بل أرسل إليه الرّسل و أنزل الكتب الإلهيّة و القرآن الشريف دستورا لأعماله و أقواله فلا يجوز له التعدّي عنه و العمل بما لا يفيد له فانّ الدّنيا على أحسن ألوانها الّذي يرضى به الانسان لنفسه لا تصير عوضا عن‌ الاخرة الّتي يقبحها سوء نظره إليها، و من‌ ظفر بالدّنيا بأعلى همّته‌- و إن لا يظفر بها أحد كما يريد- لا تساوى أدنى سهم من الاخرة.

قال الشارح المعتزلي: و في قوله 7‌ (الّتي قبّحها سوء النّظر) تصريح بمذهب أصحابنا أهل العدل رحمهم اللَّه، و هو أنّ الانسان هو الّذي أضلّ نفسه لسوء نظره و لو كان اللَّه هو الّذي أضلّه لما قال: قبّحها سوء النظر عنده‌.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 21  صفحه : 455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست