(335) و
قال 7: من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره، و من رضى برزق اللَّه لم
يحزن على ما فاته، و من سلّ سيف البغي قتل به، و من كابد الأمور عطب، و من اقتحم
اللّجج غرق و من دخل مداخل السّوء اتهم، و من كثر كلامه كثر خطؤه، و من كثر خطؤه
قلّ حياؤه، و من قلّ حياؤه قلّ ورعه، و من قلّ ورعه مات قلبه، و من مات قلبه دخل
النّار، و من نظر في عيوب النّاس فأنكرها ثمّ رضيها لنفسها فذلك الأحمق بعينه، و
من أكثر من ذكر الموت رضى من الدّنيا باليسير، و من علم أنّ كلامه من عمله قلّ
كلامه إلّا فيما يعنيه.
اللغة
(كابدت)
الأمر: إذا قاسيت شدّته- الصحاح- (عطب) من باب تعب:
هلك- مجمع
البحرين.
المعنى
عدّ 7 في هذه الحكمة أربع عشرة كلمة في الاداب و الأخلاق و ما يلزم لكلّ فرد أن
يراقبها و يراعيها لتحصيل السعادة و الرّاحة في الدّنيا و الاخرة، و قد أضاف إليها
في الشرح المعتزلي كلمة اخرى و هى «و القناعة مال لا ينفد» قبل قوله
7: و من أكثر من ذكر الموت- إلخ.