في حدّ لائق بكلّ حبيب و عدوّ، و
الاجتناب من الإفراط في إظهار المحبّة بالنسبة إلى الحبيب و كشف جميع الأسرار لديه
و تسليطه على ما لا ينبغي تسليط العدوّ عليه، و عدم الاصرار على إظهار العداوة
بالنسبة على العدوّ و انتهاك جميع الحرمات بينه و بينه.
فانّ المحبّة
و العداوة عارضتان مفارقتان ربما تزول المحبّة، و ربما تنقلب إلى العداوة، كما أنّ
العداوة ربما تزول و ربما تتبدّل بالمحبّة، فاظهار المحبّة لا بدّ و أن يقتصر على
درجة لو انقلب الحبيب عدوّا لا يقدر على الاستفادة منها بضرر الحبيب كما أنّ إظهار
العداوة لا بدّ و أن يقتصر على درجة لو انقلب العدوّ حبيبا لا تصير سببا للخجل و
الوجل منها.
و التعبير
بلفظة هونا ما الدّالة على الابهام المطلق إشارة إلى أنّ لهذه العدالة
درجات متفاوتة بالنظر إلى كلّ صنف من الأحبّاء و الأعداء، و بالنظر إلى مختلف
المسائل و القضايا.
فربّ حبيب لا
بدّ و أن يقتصر معه على تحيّة و لطف كلام، و لا ينبغي المعاشرة معه و دعوته إلى
البيت و مأدبة الطعام، و رب عدوّ لا ينبغي مشافهته، بكلام سوء و عمل يخلّ
بالاحترام، فضلا عن ارتكاب سبّه و الجهر عليه بالشماتة و الملام.
الترجمة
فرمود: با
دوستت تا هر اندازه ملايم إظهار دوستى كن چه بسا روزى دشمنت گردد، و با دشمنت تا
هر اندازه ملايم إظهار دشمنى كن چه بسا روزى دوستت شود.