(256) و
قال 7: يا ابن آدم لا تحمل همّ يومك الّذي لم يأتك على يومك الّذي قد
أتاك، فإنّه إن يك من عمرك يأت اللَّه فيه برزقك.
الاعراب
إن يك: مخفّف
إن يكن مجزوم يكون بالشرط اسقطت واوه لالتقاء الساكنين و نونه تخفيفا.
المعنى
قد تعرّض
7 في هذه الحكمة لمسألة هامّة تكون مزلقا للأفهام، و مزلّة لخبراء
الأنام و هي أنه:
كيف ينبغي أن
ينظر الإنسان إلى مستقبله و يفكّر في غده؟ و المسألة تطرح على وجهين:
1- في العمل
بما في يده من المال و المكسب، فهل يقصّر نظره على يومه هذا و لا يعدّ لغده شيئا
اعتمادا على أنّ رزق غده مقدّر و واصل إليه لا محالة أو يدّخر لغده شيئا مما في
يده؟.
2- أنه يعمل
ليومه الّذي فيه و لا يهتمّ لغده أصلا، فيكون ابن الوقت، و قد اختلف الأخبار و
كلمات الأخيار في المسألتين.
فظاهر كلامه
هذا كما تقدّم من قوله 7: «و اعلم أنّ كلّ ما ادّخرته مما هو فاضل عن
قوتك فانما أنت فيه خازن لغيرك» صرف النظر عن المستقبل و الاهتمام بالزمان
الحاضر.
و لكن نقل عن
سلمان الفارسي أزهد أصحاب النبيّ 6 و أشيخهم و ألصق النّاس
بعليّ 7 أنه إذا أخذ عطاءه من بيت المال اشترى قوت سنته، و نقل عنه
7