أنّه شيّع
جيشا يغزيه فقال: أعزبوا عن النّساء ما استطعتم. و معناه: أصدفوا عن ذكر النّساء و
شغل القلب بهنّ، و امتنعوا من المقاربة لهنّ، لأنّ ذلك يفتّ في عضد الحميّة، و
يقدح في معاقد العزيمة و يكسر عن العدو، و يلفت عن الابعاد في الغزو، و كلّ من
امتنع عن شيء بىفقد أعزب عنه، و العازب و العزوب: الممتنع من الأكل و الشرب.
اللغة
(اعزب): بعد،
أعزبه: أبعده (لفت) لفتا: صرفه.
الاعراب
اعزبوا: أمر
من الثلاثى فهمزته وصل، أو من أعزبه باب الافعال فهمزته قطع- المنجد-. العدو:
الحضر و أعديت فرسى أى استحضرته- صحاح-.
المعنى
قال
المعتزلي: التفسير صحيح لكن قوله: «من امتنع عن شيء فقد أعزب عنه» ليس بجيّد و
الصحيح «فقد عزب عنه» ثلاثى.
أقول: قد
عرفت أنّ اللغة ضبط أعزب لازما و متعدّيا، فالاعتراض و ما رتّب عليه ساقط من أصله.
و قد أمر
7 جيشه بالعزوبة و الاجتناب عن النساء و إن كان على الوجه
الحلال لأنّ المقاربة معهنّ يفتّ في عضد
الحمية إذا كانت من العدوّ فتسلب قلب المجاهد بجمالها و تستهويه و تصرفه
عن عزيمة الجهاد.
و الاستمتاع
من النساء موجب الضّعف و فوت الوقت و يمنع عن العدو و الرّكض وراء
العدوّ، و يصرف الجيش عن الابعاد في الغزو و تعقيب العدوّ في
كلّ سهل و جبل و حصن و وغل.