يذكر فيه المهدىّ الّذي يوجد عند أصحابنا
في آخر الزّمان، و معنى قوله (ضرب بذنبه) أقام و ثبت بعد اضطرابه، و ذلك لأنّ اليعسوب فحل النحل و سيّدها و
هو أكثر زمانه طائر بجناحيه، فاذا ضرب بذنبه الأرض فقد أقام و ترك الطيران.
فان قلت: فهذا
يشيّد مذهب الاماميّة في أنّ المهديّ خائف مستتر ينتقل في الأرض و أنه يظهر آخر
الزمان و يثبت و يقيم في دار ملكه.
قلت: لا يبعد
على مذهبنا أن يكون الامام المهديّ الّذي يظهر في آخر الزمان مضطرب الأمر، منتشر
الملك في أوّل أمره لمصلحة يعلمه اللَّه إلخ.
أقول: و
يعترض عليه بما يلي:
كنايه-
استعاره [فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدّين بذنبه ...] 1- اليعسوب كما في
المنجد «أميرة النحل و ملكتها» و هي قليلة الطيران جدا فاذا طارت من محلّها يطير
معه كلّ النحل، فاذا استقرّت على شجرة أو عشبة تضرب بذنبها عليها و يستقرّ و تجتمع
سائر النحل حولها و تحيط بها و تلازمها، فالجملة كناية عن استقرار الامام و إظهار
أمره لأتباعه، فيجتمعون إليه سريعا و يحوطون به طائعين مخلصين لا يفارقونه أبدا، و
هذا من محاسن الاستعارة و التشبيه في إفادة المقصود لا مزيد عليها، و يقرب من
الكرامة و الاعجاز في البيان، كما أنّه كذلك من جهة الاخبار بما يقع في آخر
الزمان.
2- لا اشكال
في أنّ ما أجاب به عمّا اعترضه على نفسه تعسّف محض تشبّث في الستر عليه بلفظة لا
يبعد، مع أنّه بعيد جدّا، فالاعتراض وارد و الجواب غير طارد.
و قد ذكر ابن
ميثم لقوله 7: ضرب بذنبه، تأويلات باردة
أعرضنا عن ذكرها.
الترجمة
چون آخر
الزمان شود پيشواى دين پرچم استوار سازد، و پيروانش بمانند تيكههاى نازك أبر
پائيز گردش فراهم شوند.