فالجاهل التائه في ظلمات جهله يتوهّم
كلّما لا يحيط به علما عدوّا و مضرّا له فيخاف منه و يحسبه منافيا لمقاصده، و قد
كثر الخصومات بين الشعوب و الأفراد من ناحية الجهل و القصور في المعارف.
و قد تنبّه
زعماء البشرية في هذه العصور لما أفاده 7 في أسبق القرون و الدهور
فتوسّلوا إلى بسط العلم و المعرفة بين الشعوب ليرتفع الخصومات و يحلّ السلم و
التودّد محلّ العداوة و الشحناء و الخصومات الّتي أثارت حروبا دامية شعواء تلفت
فيها الوفا و ملائين من أفراد البشر الأبرياء، و هدمت صوامع و مساجد و بلادا عامرة
و غلب عليها الخراب و الدّمار.
الترجمة
مردم دشمنند
هر آنچه را ندانند.
مردمان دشمنند آنچه ندانند
سعى نمايند تا ز خويش برانند
الرابعة و
الستون بعد المائة من حكمه 7
(164) و
قال 7: من استقبل وجوه الاراء عرف مواقع الخطاء.
المعنى
لا يستحقّ
إطلاق الرأي على إظهار نظر إلّا إذا كان صادرا من الخبير في موضوعه و نظر الخبير
في رأيه مستند إلى دليل و وجه علمي، فاذا اختلفت الاراء في مسئلة
بين ذوي الخبرة كالفقهاء في الأحكام الشرعيّة، أو الصّناع في الامور الصناعيّة،
فلا بدّ و أن يعتمد كلّ من أصحاب الاراء إلى دليل، فمن تصفّح أدلّتهم و توجّه إلى وجوه آرائهم،
يعرف بالتدبّر و إمعان النظر مواقع الخطاء، و يستخرج من بينها
ما هو الصّواب.