(152) و
قال 7: من ملك استأثر، و من استبدّ برأيه هلك و من شاور الرّجال شاركها
في عقولها.
اللغة
(استأثر)
بالشيء علي الغير: استبدّ به و خصّ به نفسه.
المعنى
أفتن الامور
للنفوس و أكثرها إثارة لقوّة طلب الامتياز عن سائر النّاس هو الملك و السّلطنة
حتّى شاع في المثل السائر «الملك عقيم» و قوله 7 (من ملك استأثر) مثل سائر
يضرب لمن غلب على أمر فاختصّ به و منعه غيره.
و الاستبداد
بالرأي معرض للخطاء، و استفزاز من يحوط بالمستبدّ على المخالفة معه و التدبير عليه
و السعى لنقض رأيه و إظهار بطلانه، فينجرّ الأمر إلى هلاك المستبدّ و خصوصا في
الحروب و المنازعات الجماعية الّتي تحتاج إلى الاستعانة و المدد من الغير.
و المشورة
أساس لإجراء الامور و خصوصا الامور العامة الّتي ترجع إلى امّة و شعب أو قبيلة و
حيّ، و قد حثّ القرآن على الاستشارة في الامور حتّى بالنسبة إلى النّبي 6 المصون من الخطاء فقال تعالى «159- آل عمران-: وَ
شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ و قرّر
الشورى سيرة اجتماعية عامّة تامّة للمسلمين كاقام الصّلاة و سائر شعائر الدّين
فقال تعالى «38- الشورى-: وَ الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَ
أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ.