قد امتاز
الإنسان عن سائر الحيوانات بالعقل و الادراك، و التعقل نطق الروح الإنسانية و فصله
الجوهرى و لكنه لطيفة ربانية لا يدركها الحواسّ الظاهرة، و على رأى الحكماء جوهر
مجرّد عن المادّة و المدّة لا يحويه زمان و لا مكان و أعطى اللَّه الإنسان لسانا
ناطقا و قوّة للتكلّم و البيان ليكون ترجمانا لهذه الجوهر القدسي و مظهرا له، و
أشار إليه في قوله تعالى «الرَّحْمنُ ... خَلَقَ
الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ فالمرء بجوهره الانساني هو
الناطقة القدسيّة يستعدّ تارة باللحوق إلى الملاء