و العجب من ابن ميثم رحمه اللَّه حيث حمل
كلامه في الصنف الثاني من طلّاب العلم على العوام المقلّدين فقال:
و أمّا
الثاني ممن لا يصلح لحمله فهو المقلّد- إلخ.
3- من غلب
عليه الشهوة و خصوصا الجنسية منها بحيث تجرّه إلى مناظرها و محالها، و
لا يقدر أن يمنع شهوته، فصار سلس القياد له كبعير يمشى وراء
من يجرّه و لو كانت فارة البرّ، كأمثال مغيرة بن شعبة، فانهم مقهورون لشهواتهم، و
لا يؤثّر علمهم في ردعهم عنها.
و قد ثبت في
كتب التاريخ أنه بعد أن صار عاملا لعمر على الكوفة في سنين شيبته لم يملك نفسه أن
فجر بامّ جميل ذات البعل على منظر جمع من الصّحابة، و رفع إلى محكمة برئاسة عمر
نفسه، و نجاه زياد بن أبيه أحد الشهود باشارة من عمر رئيس المحكمة، من أراد
التفصيل فليرجع إلى التاريخ.
4- الطالب للعلم،
و لكن المغرم بالجمع و الادّخار للأموال، فهو طالب الدّينار و الدرهم،
و قد غلب عليه حبّ الصفراء و البيضاء حتّى أنساه ما وراه و توجّه إلى أنّ هذه
الأوصاف على سبيل منع الخلوّ فربما يجتمع في طالب أكثر من واحدة منها.
و لمّا كانت
نتيجة هذا التحليل الدقيق الاجتماعي من روحيّة الناس عموما و من أصناف طلّاب العلم
الّذين يرجى أن يهتدى بهم هؤلاء الرعاع خصوصا منفيّة و
موجبة لليأس لقلّة العلماء الربانيّين و المتعلّمين على سبيل النجاة فيخاف من
اندراس الحقّ و محو العلم بموت حامليه بوجه مطلق.
استدرك في
آخر كلامه بما أثبت بقاء العلم و العالم و دوام الحقّ و المعالم و لو في فئة قليلة
حتّى يظهر الحجّة القائم عجّل اللَّه فرجه و تظهر حقيقة الإسلام على الدّين كلّه و
لو كره المشركون.
فقال 7: اللّهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم للّه بحجّة، و صرّح
بأنهم الأقلّون عددا، و الأعظمون أجرا و قدرا، بهم
يحفظ اللَّه حججه و بيناته حتّى