و كان علمه على لسانه لا يتجاوزه إلى
قلبه، و غرضه من كسب العلم طلب الدّنيا و التسلّط على العباد بتصدّى المناصب
العالية و الرتب الحكومية كأمثال طلحة و الزبير و معاوية في عصره، و هم الأكثرون
الذين تشكلوا في جبهة الجمل و صفين تجاه أمير المؤمنين، و فرّقوا ملّة الاسلام
تفريقا، و احتجّوا بما تعلّموه على عليّ 7 و خدعوا العامّة الهمج و
جرّوهم إلى نعيقهم.
2- المنقاد، المعتقد
الأحمق الّذي لا بصيرة له في تطبيق العلم على الحوادث فينقدح
الشكّ في قلبه بتجدّد الحوادث الّتي لا يستأنسها، و هم الخوارج الّذين ثاروا عليه
بعد قضية الحكمين، و هم جلّ أصحابه المجتهدون العبّاد، قوّام الليل الصائمون في
النهار، و لكن المبتلون بنحو من الحمق ظهر فيما ارتكبوه بعد ظهورهم نشير إلى شطر
منها:
الالف- بعد
مفارقتهم عنه 7 كانوا يقتلون المسلمين و يغنمون أموالهم على عادة الغزو
و الغارة الّتي اعتادوها في الجاهليّة، فانّ أكثرهم من بدو نجد.
ب- يحاكمون
اسراءهم و من يلقونه بالسؤال عن عليّ 7 أ كافر أم مسلم؟ فلو قال المسئول
عنه: إنّه كافر رحّبوا به و صافحوه و أدخلوه معهم، و لو قال: إنه مسلم كفّروه و
قتلوه فورا، و هل هذا إلّا حمق واضح.
ج- دخلوا
نخيلة في ضواحي النهروان فأخذ أحدهم تمرة ضئيلة أسقطته الريح من النخلة و أراد أن
يأكلها فنهروه بحجّة أنّه مال غير مأذون عليه، و لقوا عبد اللَّه بن خباب بن الأرت
ابن صحابي كبير مع زوجته الحبلى فقتلوه، و قتلوا زوجته الحبلى و هل هذا إلّا الحمق.
و الحمق خفّة
و نقصان في التعقّل عبّر عنه 7 بعدم البصيرة في جوانب العلم و عدم
القدرة على تحليل القضايا، و لا ينافي كون صاحبه عالما و مجتهدا و مرجعا و مقلّدا،
فانّ أكثر الخوارج أفاضل العلماء المجتهدين الّذين أخذوا العلم عن النبيّ 6 و عن عليّ 7.