مسجد أحبّاء اللَّه، و مصلّى ملائكة
اللَّه، و مهبط وحى اللَّه، و متجر أولياء اللَّه، اكتسبوا فيها الرّحمة، و ربحوا
فيها الجنّة، فمن ذا يذمّها و قد آذنت ببينها، و نادت بفراقها، و نعت نفسها و
أهلها، فمثّلت لهم ببلائها البلاء، و شوّقتهم بسرورها إلى السّرور؟! راحت بعافية و
ابتكرت بفجيعة، ترغيبا و ترهيبا، و تخويفا و تحذيرا، فذمّها رجال غداة النّدامة، و
حمدها آخرون يوم القيامة، ذكّرتهم الدّنيا فتذكّروا، و حدّثتهم فصدّقوا، و وعظتهم
فاتّعظوا.
اللغة
(تجرّم
عليه): اتّهمه بجرم (المصرع): مكان الصرع، صرع صرعا:
طرحه على
الأرض (ضجع) وضع جنبه بالأرض المضجع ج: مضاجع: موضع الاضطجاع- المنجد- (استهوتك)
طلبت أن تهويها (مثّلت): صوّرت.
الاعراب
فمن ذا
يذّمها، ذا موصولة بمعنى الذى، و جملة يذمّها صلة لها. راحت بعافية، الباء
للالصاق. ترهيبا و ثلاث بعدها مفعول له لقوله: راحت و ابتكرت و هل يجرى فيها تنازع
العاملين، موضع تأمّل، لأنّ هذه النتائج تحصل بالفعلين معا، و هل يصحّ عمل عاملين
في معمول واحد؟ فتدبّر.
المعنى
قد تعرّض
7 في هذه الحكمة لامور هامّة:
1- نقد أدبيّ
بالغ متوجّه إلى الشعراء و الخطباء من أهل كلّ لسان