(126) و
قال 7: و قد سمع رجلا يذمّ الدّنيا: أيّها الذّامّ للدّنيا المغترّ
بغرورها المنخدع بأباطيلها! أ تغترّ بالدّنيا ثمّ تذمّها أنت المتجرّم عليها؟ أم
هى المتجرّمة عليك؟ متى استهوتك؟ أم متى غرّتك؟ أ بمصارع آبائك من البلى؟ أم
بمضاجع أمّهاتك تحت الثّرى؟
كم علّلت
بكفّيك؟ و كم مرّضت بيديك؟ تبغى لهم الشّفاء و تستوصف لهم الأطبّاء، غداة لا يغني
عنهم دواؤك، و لا يجدي عليهم بكاؤك، و لم ينفع أحدهم إشفاقك، و لم تسعف بطلبتك و
لم تدفع عنه بقوّتك! و قد مثّلت لك به الدّنيا نفسك، و بمصرعه مصرعك! إنّ الدّنيا
دار صدق لمن صدقها، و دار عافية لمن فهم عنها، و دار غنى لمن تزوّد منها، و دار
موعظة لمن اتّعظ بها