الحديد: إنّه إنّما هو بكال بكسر الباء
قبيلة من حمير فمنهم هذا الشخص و هو نوف بن فضالة صاحب عليّ 7، و قال
ابن ميثم في شرحه: البكالى
بكسر الباء منسوب إلى بكالة قرية من اليمن.
أقول: يستفاد
من هذا الحديث أنّه كان من خواصّ علي 7 و الدّاخلين في خلواته، و
الحافظين لأسراره، و المخلصين في بابه، و قد ألقى إليه درسا نهائيا في الزهد و
المعرفة و الإيمان يليق بالفاني في اللّه و العارف الحقيقي باللّه و المرتقى إلى
درجة الأنبياء و أولياء اللّه كما يشعر بذلك تعريفه منهاج المسيح في طيّ
كلامه، و الإخبار بأنّ داود النبي قام في مثل هذه
الساعة من اللّيل فأعلمه بالوقت المخصوص الّذي يقوم أولياء اللّه و أنبياؤه متوجّها
إلى باب اللّه، و ناظرا إلى الحضرة القدسيّة.
قال ابن ميثم:
و كان قيامه في النصف الأخير من اللّيل، و إنّما كان مظنة الإجابة لخلوّ النفس فيه
عن الاشتغال بشواغل النهار المحسوسة- انتهى- و هو أعلم بما قال.
فقد ألقى
7 في كلامه هذا درسا رهيبا، و فتح مكتبا لاناس قلائل أمثال نوف و من
حذا حذوه مكتبا يشتغل في ظلام الليل في بحبوحة أمواج السكوت و الصموت، ينظر
الطّالب فيها إلى كتاب الكون، رامقا بصره إلى نجوم السماء يرمقها في هذه الصفحة
الخضراء، و يتفكّر في خلقها و خالقها، فيجذب إلى حظيرة القدس الالهي، فيقرض الدّنيا
قرضا على منهاج المسيح، فيصير الأرض بساطه و ترابها فراشه، و مائها طيبه، و
يجعل القرآن شعارا، و الدّعاء دثارا.
الترجمة
نوف بكالى
گويد: بچشم خود علي را در نيمه شبى ديدم كه از ميان بسترش بيرون شد و بستاره
نگريست و فرمود: أى نوف خوابى يا بيدار؟ گفتم: بلكه نگران أخترانم يا أمير
المؤمنين فرمود:
أى نوف خوشا
بحال زاهدان در دنيا و مشتاقان بديگر سرا آنان،